قال الدكتور سعيد عبد الحميد خبير الترميم العالمي حيث يعمل بالمتحف القبطي ورئيس مجلس إدارة المؤسسة الدولية لصيانة التراث الثقافي إن الحضارة المصرية علي مر عصورها تركت لنا تراثا هائلا من الآثار والتحف الفنية المذهبة مثل قطع الأثاث المذهبة والتوابيت والتماثيل والأيقونات الأثرية والدواليب والصناديق والأسقف الخشبية الملونة والمذهبة,وبالرغم من القيمة الأثرية والتاريخية والفنية لطبقات التذهيب إلا أنها مهددة بالتدمير نتيجة لترميمها باسلوب خاطئ تماما ومخالف للأعراف والاتفاقيات الدولية للترميم.
وكشف عن واقعة خطيرة تنذر بكارثة مادية وتاريخية في متحف وقصر محمد علي بالمنيل,حيث أنه لاحظ في الآونة الأخيرة قيام بعض المرممين الذين ليست لديهم الخبرة العلمية الكافية لترميم طبقات التذهيب باسلوب علمي يهدف إلي حمايتها والحفاظ علي القيمة الفنية والجمالية والأثرية لها,بتزييف وطمس معظم طبقات التذهيب في القصر دون مبرر أو سند علمي حيث قاموا بتغطية الأسطح المذهبة الأصلية بطبقات من ورق الذهب الحديث بأسلوب التذهيب الزيتي,وما حدث يعد من المخالفات الصارخة خاصة أنه يزخر بكم هائل من الآثار الخشبية المذهبة التي لا تقدر بثمن ولا يوجد مثلها في أي من بلدان العالم.
وقامت الشركة المنفذة لمشروع ترميم وتطوير المتحف بتجديد كل طبقات التذهيب لجميع القطع الأثرية وإطارات اللوحات المذهبة والأعمدة والأسقف الخشبية والأبواب المذهبة وذلك بتغطيتها بورق الذهب الحديث بأسلوب التذهيب الزيتي,في حين كان من الممكن تنظيف طبقات التذهيب الأصلية لإظهار قيمتها الجمالية وكذلك إعادة تذهيب الأجزاء المفقودة من طبقات التذهيب فقط بأسلوب مناسب يتوافر فيه عنصري التمايز والتجانس دون تغطية أي جزء من طبقات التذهيب الأصلية.
وأشار إلي أن ميثاق أثينا عام1931لترميم الآثار والمباني التاريخية في بند المبادئ العامة بضرورة احترام القيمة الفنية والتاريخية للمباني دون إهمال طراز أي عصر من العصور,كما تناول ميثاق فينيسيا 1964 هذا الموضوع في ثلاث مواد أكدت علي إظهار القيم الفنية والشكلية في الأثر واحترام المادة القديمة وعلي الوثائق الأصلية,والإضافات لا يسمح بها إذا لم تحترم كل الأجزاء المهمة في المبني وبيئته التراثية والاتزان لكل مجتمع والعلاقات مع البيئة المحيطة.
ويعد قصر الأمير محمد علي بالمنيل أو قصر المنيل تحفة معمارية ذات قيمة كبيرة، يقع بالمنيل وهو حي يقع بجزيرة الروضة النيلية في القاهرة. تحيط به حدائق غناء، ولا يزال يحتفظ بطرازه المتأثر بالعمارة المغاربية رُغم مرور الوقت ويُستخدم اليوم كمتحف,كان ملكاً للأمير محمد علي الذي أقام في قصره قاعة للعرش,وقد اختار الأرض التي أقام عليها قصره عام 1901، وقد أنشأ الأمير قصره الفريد هذا إحياء للعمارة الإسلامية التي عشقها فبني أول الأمر قصراً للإقامة ثم أكمل بعد ذلك باقي سرايا القصر,وقد قام الأمير بنفسه بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية، وأشرف بالتالي علي كل خطوات التنفيذ.
Add Comment