يعمل باحثو ودارسو اثار اسبان ضمن مجموعة من علماء الاثار الاسبانية على استكشاف مواقع واضرحة في جبل المطوق الواقع ضمن حدود محافظة الزرقاء منذ عقدين من الزمان .
واستضاف معهد ثِربانتِس بعمان من خلال برنامج نشاطاته الثقافية والأكاديمية الباحثين خوان رامون مونييث، وألباريث مارتينيث , وبالِنتين مارتينيث لالقاء محاضرة تدور حول جهود البعثة المتواصلة في التعريف بموقع جبل المطوق وتقديم رؤية عامة عن هذا الموقع الأثري الكبير الذي أصبح بعد مضي 20 عاماً من البحث والدراسة يشكل واحداً من أهم المواقع الأثرية الأساسية والضرورية لفهم بدايات العصر البرونزي ليس فقط في الأردن بل ربما في الشرق الأوسط أيضا مدعما بالصور والخرائط حيث تحظى جهود الفريق بإهتمام خبراء وعلماء الآثار العالميين .
وتحدث الباريث وبالنتين عن اهمية الموقع لدى بعثة الآثار التي تعمل على استكشاف المنطقة منذ ثمانينيات القرن الماضي .
وبينا انهما يعملان في منطقة جبل المطوق ضمن فريق اسباني يضم اربعة اشخاص في بعثة ايطالية مكونة من اثني عشر شخصا , يستكشفون اثريا منطقة جبل المطوق ونواحيها لافتين الى ان احدث اكتشافات البعثة اضرحة جديدة تعود الى عصور ما قبل التاريخ هي العصر البرونزي وتتركز عمليات البحث على قرى تلك الحقبة التي تضم ثلاثمئة بيت مشيدة وفق اساليب معمارية خاصة بانماطه السائدة تعود الى ما قبل ثلاثة الاف عام قبل الميلاد .
وقالا ان سمة الحياة لتلك الاقوام كانت الترحال بحثا عن الماء والمراعي , وهناك مجموعات منهم عملت وفق استراتيجية تتبع اهمية المناطق التي قطنوا فيها حيث توفر مقومات الحماية والزراعة التي وجدوها على ضفاف سيل الزرقاء .
وحول ما توصلوا اليه من اكتشافات في هذه البقعة اوضحا انها كانت عبارة عن بقايا بيوت واضرحة وجرار من السيراميك , وهناك حجار البازلت وبقايا مواد صوانية جرى توظيفها في استخدامات الحياة اليومية المختلفة مثل معالجة المعادن واوعية لغرف الطعام والمياه وكوسائل للتيسير الذاتي مثل طواحين الدقيق وعصر زيت الزيتون .
واعتبرا ان اثار منطقة جبل المطوق المكتشفة تشكل مرجعا لا يستهان به في دراسات اخرى لبيئة منطقة الشرق الاوسط عموما بيد انهما واجها عقبات وتحديات في تعميق اكتشافاتهما نظرا لضياع محتويات العديد من الاضرحة المكتشفة من قبل مغامرين وباحثين عن الدفائن النفيسة والثمينة.
واشارا الى ان مدافن واضرحة اقوام تلك الحقبة كانت تحتوي على دفائن لمجموعات بشرية , فمن النادر ان يكون الضريح لفرد وهذا يفسر كثيرا من الطقوس والمعتقدات لتلك الجماعات كما في حالة اكتشاف لمعبد الافاعي الذي قد يوصل الى نتائج تتعلق بافكار عن نظام الحياة ابان حقبة العصر البرونزي .
واشاد الباحثان بالجهات الاردنية الرسمية والاكاديمية والاهلية التي تعنى بالاثار حيث عملت على توفير كل ما تحتاجه البعثة من خدمات ودعم بغية تسهيل ما يحصلون عليه من نتائج لافتين الى ان اشتغال البعثة على العصر البرونزي لا يعد من الامور التي تثير الاهتمام كحال دارسي ومكتشفي الحقبة النبطية والرومانية والبيزنطية المتوفرة في البترا وعمان وجرش.
Add Comment