عبر الطوابق السبعة لمعهد العالم العربي بباريس يستحضر المتحف في أجنحته الستة أزمنة من الحضارات المتعاقبة على البلاد العربية، ويكشف للزائر إسهامات المجتمعات العربية في الإشعاع الثقافي الإنساني.
أفلام وثائقية
كما تعرض أفلام وثائقية تتناول الحفريات والرسومات الكاليغرافية المكتشفة في الممالك القديمة كتدمر والأنباط ومصر وبلاد الرافدين ونوميديا وسبأ وغيرها. ويلفت انتباه الزوار كذلك العرض التلفزيوني لتعليم اللغة العربية.
في مدخل المتحف الذي سميت بوابته بـ”استهلال الزيارة”، تتخلل المرايا العملاقة شاشات تصور مظاهر من مدن عربية كالأسواق والمقاهي الشعبية، ثم ينفتح ممر نحو فضاء بعنوان “بلاد العرب: مهد تراث مشترك”، تبرز اللوحات والقطع الأثرية ملامح من الهوية العربية، حيث تشهد الأسماء والمنحوتات وأنواع الفخار على تزاوج السكان الأصليين للجزيرة العربية بالشعوب الأفريقية وتلك القادمة من الهلال الخصيب.
كما تبرز أهمية المنطقة في تجارة العطور طيلة عشرة قرون، وتبين كيف أن الأسواق الموسمية والحج ساهما في تطوير اللغة العربية من خلال الشعر والخطابة.
حوارات تلفزيونية
والجميل هو تداخل القطع المعروضة وحوارات تلفزيونية مع كبار المفكرين المسلمين المعاصرين مثل: محمد أركون، ويوسف الصديق، وأحمد جابر. كما يظهر الجناح الخصائص المعمارية العربية الفريدة، باستحضار نماذج مصورة من البصرة والكوفة في العراق، والفسطاط في مصر، وكذلك التنظيم الاجتماعي الذي كان سائدا.
في جناح “التعبير عن الجمال” ينبهر الزوار بالمقتنيات المعروضة من حلي وملابس وأثاث وأوان تعبر عن قوة الفنانين أو الحرفيين العرب آنذاك، وتأثرهم بثقافات مختلفة، خاصة تلك التي حملها الأندلسيون الهاربون إلى شمال أفريقيا في القرن الخامس عشر الميلادي.
وعند مخرج المتحف، يودع الزوار الجناح الأخير “وقت للعيش والسرور”، عبر الآلات الموسيقية العربية مرفوقة بصوت عزفها، لتشهد أن الموسيقى والشعر ومظاهر الفرح كانت ثوابت متميزة في الثقافة العربية، تليها في آخر الممر نماذج إبداعية حديثة لفنون الزخرفة والخط العربي، تشهد على استمرارية وغنى الإبداع العربي.
Add Comment