يعد متحف الفن الاسلامي في الدوحة معلما ثقافيا شامخا بما يحويه من مقتنيات فنية وقطع تاريخية تنحدر إلى الفترة الزمنية الممتدة بين القرنين السابع والتاسع عشر.
بحسب منسقة العلاقات العامة والتسويق في المتحف، مها النعيمي، فإن متحف الفن الإسلامي يكرّس جهوده على مستوى عالمي لجمع وحفظ ودراسة وعرض روائع الفنون التي يعود تاريخها لـ13 قرناً.
وتقول النعيمي في حديث خاص للشرفة إنه “تم جمع عدة آلاف من المقتنيات الفنية للمتحف من ثلاث قارات، بما فيها بلدان من الشرق الأوسط”.
وتضيف “تحتوي صالات العرض الدائمة في المتحف على مجموعة مهمة من السيراميك والأشغال المعدنية والمجوهرات والأعمال الخشبية والزجاجية والسجاد ومواد أخرى مصنعة في مختلف بقاع العالم الإسلامي التي تمتد من اسبانيا غرباً حتى آسيا الوسطى والهند شرقاً”.
كما تشمل مقتنيات المتحف أيضاً مجموعة كبيرة من العاج والحرير يعود عمر بعضها إلى أكثر من 600 عام حافظت في جزء كبير منها على أشكالها وألوانها، وتنتمي هذه القطع الفنية إلى المدرسة الفنية الإسلامية لما احتوته من نقوش ورموز تعود بجذورها إلى فنون الدول والإمبراطوريات التي دخلها الإسلام.
ويتألف متحف الفن الاسلامي – الذي افتتح في عام 2008 وصممه المهندس المعماري الأميركي من أصل صيني أيوه مينغ بي وهو من قام بتصميم بناء هرم فناء متحف اللوفر بباريس – من مبنى رئيسي ذو خمسة أدوار وجناح تعليمي مؤلف من دورين ويرتبط المبنيان بساحة مركزية.
وشُيّد المتحف على مساحة 45 ألف متر مربع على بعد 60 مترا من كورنيش الدوحة فوق جزيرة اصطناعية تم ردمها خصيصاً لهذا الغرض، وأضيف إلى الجزيرة لسان هلالي الشكل يوفر لها الحماية من مياه الخليج. كما يرتبط المتحف بالساحل عبر جسرين للمشاة وجسر ثالث للسيارات.
مركز التعليم
ويضم المتحف مركزا لتعليم العامة ويهدف إلى أن يصبح وجهة التعليم الأبرز في قطر عبر برامج ومصادر معرفية ودورات وورش ومحاضرات وأنشطة تساعد المجتمع المحلي على لعب دور فعّال ومتخصص في تشجيع مقاربات جديدة للفن الإسلامي، بحسب النعيمي.
وتشير إلى أن “المركز يدعم ثقافة التعلم من خلال تقديم برامج متنوعة تستهدف شرائح المجتمع المختلفة وأنشطة خاصة بالمدارس والجامعات والمعاهد المتخصصة، لتعريف الجميع بالدور الجوهري الذي يضطلع به المتحف على صعيد حفظ الفن الإسلامي والتراث الثقافي”.
كما يضم المتحف مكتبة الفن الإسلامي التي تحتوي على أكثر من 15 ألف منشور من العالم في مجالات التاريخ والجغرافيا والموسيقى والفلسفة والعلوم وفنون السلالات الإسلامية.
من جهته اعتبر الرئيس التنفيذي السابق لهيئة متاحف قطر، عبدالله النجار، متحف الفن الاسلامي من المشاريع الرائدة على الصعيد العالمي باعتباره “منارة للفنون ومركزا عالميا مرموقا للتعليم ومنتدى للحوار الدولي” على حد وصفه.
ويعتبر النجار أن “المتحف يشكل لفتة نوعية في العودة إلى قراءة فنون الحضارة الإسلامية التي تركت بصماتها في الحضارة الإنسانية إلى اليوم بما حواه من قطع يعود تاريخ بعضها إلى العصور الوسطى”.
وفي المتحف قاعة رئيسية للمعارض وقاعة للمحاضرات تتسع لـ197 شخصا، ومصليا للرجال وللنساء، ومختبرا للترميم ومخزنا للتحف ذات مستوى عالمي.
وبدوره أشاد الزائر عبدالحميد عمر بالمتحف ومقتنياته وروعة تصميمه الهندسي.
ويقول عمر في تصريح للشرفة “شعرت بعبق التاريخ حينما طفت بالمتحف، والتجوال في صالات العرض المقسمة حسب الفترة التاريخية أو الأسلوب الفني أخذنا في رحلة عبر الزمان والمكان”.
Add Comment