وسط العديد من المنشأت الأثرية التي تمتلئ بها القاهرة القديمة تأتي وكالة قنصوه الغوري لتمثل عبق وتاريخ الحضارة الإسلامية,وهي فندق أقيم في عهد قانصوه الغوري سنة (909 هـ- 1504 م),وتتكون من فناء مكشوف مستطيل التخطيط، تحيط به من جميع جوانبه قاعات على خمسة طوابق,وواجهتها الرئيسية تقع في الجهة الجنوبية وبها المدخل الرئيسي للوكالة,ويتم الوصول إلى الطابق الأول عن طريق سلم حجري,وفي الطوابق الثلاثة العلوية يوجد 29 منزلا.
والوكالة جزء من المجموعة الأثرية التي بناها السلطان الغوري والمكونة من مدرسة الغوري والخانقاه والسبيل والكُتّاب والمنزل وتنتهي المجموعة بوكالة الغوري الأثرية وهي مسجلة في عداد الآثار الإسلامية والقبطية تحت رقم ٦٤,وتعد من النماذج القليلة المكتملة بالنسبة للوكالات الآثرية مصادر,وبنيت ضمن مجموعة معمارية في آخر العصر المملوكي وترجع أهميتها إلى أنها أنشئت في عصر مملوك شركسي هو الاشرف أبو النصر قنصوة الغورى الذي تولى حكم مصر وكان قد تدرج بفضل ذكاءه إلى أن تولى حكم مصر وهو آخر السلاطين المماليك فمع نهاية عصره جاء الغزو العثماني.
وقد شيد قنصوة الغورى مجموعته المعمارية الهامة في تاريخ العمارة والتي تتكون من وكالة الغورى- مسجد الغورى – قبة وسبيل وكتاب ومدرسة الغورى وتقع في نهاية شارع الغورية عند تقاطعه مع شارع الأزهر وتأخذ شكل كتلة معمارية مميزة حيث تأخذ امتداد واحدا تظهر خطوطه في كل أجزاء هذه الكتلة المعمارية,ولحسن الحظ بقى جزء كبير منها مما ساعد على ترميمها وإصلاحها وإرجاعها لحالتها الأصلية,ومنذ نهاية عام 2000 دخلت وكالة الوكالة مشروع الترميم والتوثيق والذي استغرق خمسة سنوات.
وفى أكتوبر عام 2005 فتحت وكالة الغورى أبوابها مرة أخرى كموقع أثرى وكمركز ثقافي يعمل من اجل التنمية الثقافية والبشرية في منطقة القاهرة الإسلامية ويتواكب أنشطته الثقافية والفنية مع ما يحدث في هذه المنطقة من مشروعات في مجالي العمارة والعمران,ومركز وكالة الغورى للفنون هو المركز الثقافي الرابع الذي ينشئه صندوق التنمية الثقافية في منطقة الدرب الأحمر والجمالية بعد تجربة ناجحة في إنشاء المراكز الإبداعية في البيوت الأثرية في القاهرة أولها كان مركز الابداع الفني ببيت الهراوى ومنزل زينب خاتون عام 1994 ثم تبعه مركز الابداع الفني ببيت السحيمى وافتتح عام 2001 ثم مركز الابداع الفني للطفل في بيت العيني وافتتح عام 2003.
Add Comment