مقالات

ملامح الدولة العثمانية يجسدها مسجد “تربانة” بالإسكندرية

3

يعتبر مسجد “تربانة”، من أقدم المساجد الموجودة في مدينة الإسكندرية، ويرجع تاريخ إنشائه إلى القرن السابع عشر الميلادى، وتقريبا عام 1684، وقام ببنائه الحاج إبراهيم تربانة، وهو واحد من أشهر التجار المغاربة المقيمين بالإسكندرية في ذلك الوقت في قلب الحى التركى، أو ما يطلق عليه اليوم شارع فرنسا بوسط المدينة، كما امتلك ذلك التاجر وكالة لا تزال موجودة بشارع سوق الترك يطلق عليها الآن اسم” الربع ” بالإضافة إلى عدد من البيوت في نفس المنطقة.

يضم المسجد عددا كبيرا من الأعمدة التي تعود إلى عصور سابقة على عصر بناء المسجد وبالذات العصور اليونانية والرومانية وقد كانت هذه الأعمدة في مبان قديمة تهدمت أو في الميادين العامة وتم استخدامها مرة أخري في المباني التي أقيمت بالإسكندرية في العصور الإسلامية.

وترتكز مئذنة المسجد على عمودين ضخمين من الجرانيت تزينها زخارف رومانية ويعلو العمودين قبو متقاطع يحمل المئذنة، وهذا النوع من المآذن تميزت به مساجد الإسكندرية في العصر العثماني.

والمئذنة نفسها تتكون من ثلاثة أجزاء أولها جزء أجوف مثمن الشكل يحتوي على سلم خشبي دائري يربط سطح المسجد بالجزء الثاني من المئذنة، وهي شرفة خاصة بالمؤذن، أما الجزء الثالث من المئذنة فيتكون من قاعدة تسمي (الكرسي) وعمودا أسطوانيا محلي بقنوات رأسية يسمي البدن، ويعلوه جزء يشبه القبة يسمي الخوذة.

وامتد الإهمال للمسجد حاليا، حيث تم عمل ترميم بواجهاته منذ 3 سنوات إلا أن الترميم لم يتم منذ ذلك التاريخ، وهو ما يهدد آخر آثار العصر العثمانى بالإسكندرية، ويلجأ إلى المسجد عدد من زوار الإسكندرية وسياحها لالتقاط الصور التذكارية أمام واجهاته ذات الألوان المتميزة.

يبقى أن نقول إن مسجد “تربانة” تابع لوزارة الآثار، باعتبار أنه من معالم الدولة العثمانية، وهو قريب من شاطئ البحر، كما يبعد عن ميدان المرسي أبوالعباس بأمتار قليلة.

admin

الرؤية: توفير محتوى عربي مميز
الرسالة: ايصال المعلومة بشكل شيق ومفيد

Add Comment

انقر هنا لإضافة تعليق

الاقسام

اعلانات