– 717 م هو العام الذي بُنِيَ فيه، وكان مدرسة تُدرّس فيه مختلف العلوم الدينية
– محراب المسجد مبني من الجص، وهو مستطيل الشكل، ومرتفع حتى يقارب السقف، وفيه ثلاثة إطارات مستطيلة الشكل، تحيط به أختام وأشكال مزخرفة هندسية ونباتية حُفرت بالسكين
المساجد هي بيوت الله في الأرض، حيث لعبت دورا مهما منذ بداية الدعوة الإسلامية، فقد كانت مركزا دينيا واجتماعيا وسياسيا، حيث انتهج العمانيون في بناء المساجد البساطة الشديدة، وهي بساطة لا تعكس ثقافة الذين بنوا المساجد أو الذين بُنِيَت من أجلهم فحسب، بل إنها تعكس كذلك البيئة المادية والإنسانية الخاصة التي تنتمي إليها هذه المساجد، فقد خلت معظم المساجد الأثرية العمانية من القباب والمآذن، ولكن تميزت في الوقت ذاته بـ “البومة” وهي فتحة في ركن المسجد، يتوصل عن طريقها إلى سقفه.
تنقسم المساجد العمانية إلى ستة أنواع، هي: المساجد الجامعة، التي تؤدى فيها الصلوات الخمس إضافة إلى الصلوات الجامعة، مساجد الفروض، مساجد العباد، مساجد الحصون، ومصليات العيد، إضافة إلى مصليات النساء.. ويعد مسجد الجامع في ولاية أدم في محافظة الداخلية واحدا من المساجد الجامعة، حيث جاءت تسمية المسجد من أن الجامع اسم من أسماء الله الحسنى، وقد جرت العادة أن تسمى المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة بالمساجد الجامعة، أو أن هذا الاسم جاء نسبة إلى حارة الجامع التي يقع فيها المسجد، حيث يقع في الجهة الغربية الشمالية من الحارة، ويتم الوصول إليه عن طريق بوابة الصباح.
وقد جاء بناؤه في طرف الحارة، كي لا يدخل الغرباء إليها، ويحيط بالمسجد فناء مسور بجدار ارتفاعه 70 سم تقريبا، وتقام فيه الصلاة في أوقات هبوب رياح الكوس أو عندما يمتلئ رواق المسجد، إضافة إلى أن الفناء يعتبر عنصر اتصال وحركة، فهو يصل بين بيت الصلاة والميضأة (مكان الوضوء)، ويحمي أرضية المسجد المنخفضة من دخول المياه إليها.
يتكون المسجد من أربع بائكات، تتكون كل بائكة من خمس بلاطات أسطوانية تحمل أقواسا مدببة، ويوجد في الجدار الشمالي والجنوبي للمسجد خمس نوافذ مستطيلة الشكل، فوقها طاقات صغيرة ذات عقود مدببة، وفيها زخارف هندسية، ويوجد في الجدار الشرقي أربع طاقات مزخرفة بزخارف جصية، أما واجهة المسجد فهي تخلو من أية زخارف أو نصوص تأسيس وفيها بابان بينهما محراب صغير، أما محراب المسجد المبني من الجص، وهو مستطيل الشكل، ومرتفع حتى يقارب السقف، ففيه ثلاثة إطارات مستطيلة الشكل، تحيط به أختام وأشكال مزخرفة هندسية ونباتية حفرت بالسكين، تتضمن الشهادتين اللتين نقشتا بالخط الكوفي، وسطرين من الكتابة النسخية متشابكة الحروف،
جاء فيها “القائم على عمارة هذا المحراب المبارك الشيخ الأجل محمد بن نوح الأزدي”، وهو من أعلام أدم، عاش في نهاية القرن السابع والنصف الأول من القرن الثامن الهجري، أما صانع المحراب فهو عيسى بن عبدالله بن مسعود البهلاني، وكان ذلك في شهر جمادى الأولى سنة 941 هجرية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام على أرجح الروايات، حيث نلاحظ أن تلفا أصاب بعض الكلمات والحروف والأرقام، ولعل التشابه الملحوظ في زخرفة محراب مسجد الجامع في أدم من جهة أسلوبها وتركيبها والنقوش المكتوبة وكذلك تشابه الاسم الأول لصانع المحراب فيه مع محراب المسجد الكبير في منح، ومسجد الشواذنة في حارة العقر في نزوى،
وقد اختلفت الروايات حول التاريخ الصحيح لبناء مسجد الجامع، ولعل الأرجح أنه بني في العام 717 هجرية، وكان هذا الجامع بمثابة مدرسة تدرس فيه مختلف العلوم الدينية كعلوم القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية وعلوم الحديث الشريف والفقه والأدب وممن تولى التدريس فيه في آخر العهد محمد بن سالم بن سعيد البوسعيدي، ويعتبر من أقدم مساجد الولاية وأوسعها
Add Comment