في العهد البيزنطي منع اليهود من دخول مدينة القدس، إلا أن خبراء آثار “إسرائيليين” كشفوا حديثا لوسائل الإعلام عن عثورهم على آثار يهودية تعود للعهد البيزنطي، وهو ما يتنافى مع الحقيقة التي أثبتها المؤرخون على مر التاريخ.
خبراء آثار “إسرائيليين” أزالوا الستار عن(30) قطعة ذهبية وقطع فخارية، وقلادة ذهبية حفر عليها الشمعدان، ادعوا أنهم وجدوها خلال حفريات قاموا بها في منطقة القصور الأموية البعيدة مسافة (50) مترًا عن الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى.
خبيرة الآثار في مدينة القدس عبير زياد قالت إن الإسرائيلين اعتمدوا على الشمعدان المحفور على القلادة كدليل على أن المكتشفات تعود لأحد اليهود في الفترة البيزنطية.
وأضافت زياد، أن الإسرائيليين تناسوا الحقيقة التاريخية التي تؤكد أن الملك الروماني طيتوس منع دخول اليهود مدينة القدس عام (70) ميلادي واستمر المنع حتى عام (1187) حيث سمح لهم صلاح الدين الأيوبي بدخول المدينة بعد أن فتحها.
وروج الإعلام “الإسرائيلي” بشكل مكثف للمكتشفات بدعم من الجهات الرسمية التي أشادت باكتشافات الخبراء واعتبرته عملاً عظيمًا يثبت أحقية اليهود في مدينة القدس.
وقال رئيس الوزاراء “الإسرائيلي” “بنيامين نتنياهو” لخبيرة الآثار المشرفة على عمليات الحفر “إييلت مزار”، “إن المكتشفات تمثل أهمية كبيرة، وخاصة أنها تثبت ارتباط الشعب اليهودي بمدينة القدس وأرضه وتراثه”، مؤكدًا أن وجود الشمعدان اليهودي والرموز الدينية كافية لإثبات ذلك.
زياد أوضحت أن الاعتماد على وجود الشمعدان على المكتشفات كدليل على يهوديتها، هو اعتقاد باطل ، قائلة، “إذا كان الشمعدان رمزًا للديانة اليهودية، لماذا اتخذته الخلافة الاموية الإسلامية رمزا لها على عملتها وأحاطته بـ “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، مؤكدة أن رسم الشمعدان هو عبارة عن مادة زخرفية استعملت في العهد البيزنطي والفارسي والإسلامي ولا يدل على الديانة اليهودية.
وبينت زياد أن اعتماد الإسرائيليين على المواد الزخرفية هو اعتماد ضعيف، فمثلا وجود النجمة السداسية على الآثار ليست بدليل على يهوديتها، فالنجمة السداسية هي أيضا مادة زخرفية استعملت على مر التاريخ وخاصة في الحقبة الكنعانية والإسلامية.
ويدعم “الإسرائيليون” روايتهم بدليل وجود مغاطس في بعض المواقع، وهو الأمر الذي نفته زياد واعتبرته دليلاً باطلاً، فتقول “اعتبر الإسرائيليون وجود مغاطس في منطقة القصور الأموية وحارة الشرف دليل على يهوديتها، وكأنهم الوحيدين الذين كانوا يستحمون”، مشيرة إلى أن مدينة القدس تحتوي على حمامات ومغاطس ضخمة وكثيرة موزعة في أنحائها تعود للفترة الرومانية والبيزنطية والإسلامية.
“الرموز والرسومات ليست بدليل واضح في ظل أن التاريخ شاهد على أن مدينة القدس لم يدخلها أي يهودي في الفترة البيزنطية بحسب زياد، والتي أضافت، “أن الإسرائيليين يتخذون من القبور التي لا تحمل رموز إنسانية أو حيوانية كدليل على أنها يهودية وهو أيضا دليل باطل”.
ولفتت زياد إلى أن باقي المكتشفات إلى جانب القلادة هي من ضمن الموجودات البيزنطية العادية في القدس، والتي اتخذ منها البيزنطيين مركزًا ورمزًا دينيًا مسيحيًا مهمًا، وكثفوا من العمارة السكنية من منازل وكنائس إضافة للنشاط السياحي والتجاري والسكانية، حتى حازت على اهتمام عال من قبل الأباطرة البيزنطين وخاصة في فترة والامبراطور جوستنيان والامبراطورة افدوكيا
وعن الترويج الإعلامي “الإسرائيلي” للمكتشفات، قالت زياد، “إن الإعلام الإسرائيلي يستغل جهل الناس بالفترات التاريخية والمعلومات الأثرية لصالح عملية التهويد”.
وأكدت “أن الحفريات التي بدأت منذ عام (1830) وحتى يومنا الحاضر، لم يعثر خلالها خبراء الآثار على أي دليل مادي على وجود اليهود في الفترة الحديدية أو ما يسميها اليهود بفترة الهيكل الأول، “يحاولون البحث على أي دليل أثري للترويج لوجودهم في تلك الفترة، ودعمها بالتغطية الإعلامية الضخمة”.
وشهدت الحقبة الرومانية وجود لأقلية يهودية، وتؤكد زياد أن اليهود الذين تواجدوا في تلك الحقبة سرعان ما اعتنقوا الديانة المسيحية.
وتبين، “اليهود الحاليين هم عبارة عن قبائل غجر اعتنقت الديانة اليهودية في القرن الـ(15) ميلادي، ولو صدقت ادعاءات اليهود بأنهم سكنوا مدينة القدس في الفترة الرومانية، فهذا لا يعني وجود علاقة مع اليهود الحاليين ولا يعطي مبررًت لسلطات الاحتلال لتهويد المدينة والنبش في آثارها”.
Add Comment