الفوضى والانفلات الأمني وانتشار الباعة الجائلين والنقص الحاد فى كميات الوقود والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وغياب دور الدولة. ويؤكد أحمد عبد الناصر، مدير شركة سياحة بالأقصر، أن الأزمات التي أثرت على قلة أعداد السياحة الوافدة لمصر وللأقصر بشكل خاص فى الفترات السابقة، هى انعدام الأمن الناجم نتيجة الانفلات الأمني.
وقال إن هذا السبب هو أساس كل المشكلات، فالباعة الجائلون في المناطق الأثرية يفتعلون مشكلات مع السائحين ليجبروهم على الشراء عنوة منهم ما يؤثر على أداء المرشد فى القيام بعمله، وحدث أنهم تعدوا على العديد من المرشدين السياحيين بالضرب، كما أنهم يتحرشون جنسيًا بالسائحات، والويل كل الويل لمن يحاول إنقاذ أي سائحة، وبلغ جبروت هؤلاء الباعة أنهم يدخلون المقابر الأثرية والمعابد من الداخل فى غياب شرطة السياحة . وأضاف أن المظاهرات الفئوية التي أرهقت المواطن البسيط والتى تبثها وسائل الإعلام فى الخارج، تؤثر بالسلب على بيع مصر كمنتج سياحي، فالسائح يتصور أن الأقصر في سيناء وفي ميدان التحرير، كما أن زيادة سائقى الحنطور الذين يعملون بدون رخصة ويسيرون عكس السير ويشدون السائح للركوب معهم عنوة كما أنهم يلوثون البيئة لعدم التزامهم باشتراط البيئة التى تلزمهم بوضع حفاضات للخيول كل ذلك يؤثر على السياحة. وأشار إلى أن أزمة نقص السولار أدت لاضطرار شركات النقل السياحي إلى استخدام اللنشات النيلية بدلاً من أن يستمتع السائح بجمال الكوبرى الذى يربط البر الغربى بالشرقى ويشاهد زراعات القصب والنيل، كما أن بعض السائقين أغلقوا ذات مرة محطة تموين القرنة ما أزعج السياح كثيرًا وقتها، وكل تلك العوامل أدت إلى تسريح العديد من العمالة فى السياحة وغلق منشآت سياحية أخرى، وتخفيض رواتب العديد منهم. وأوضح كريم سليم، أحد العاملين في قطاع السياحة، أنه ومجموعة من أصدقائه انتهوا من إعداد بحث ميدانى مع السائحين الزائرين للأقصر للوقوف على كل المشاكل التى تواجههم ومحاولة الوصول لها وتقديم تلك الحلول للجهات المعنية فى وزارة السياحة والهيئات التابعة لها، كما قاموا بعمل حصر يومى للسياحة الوافدة للأقصر فى الفنادق العائمة والثابتة ومقارنتها بالأعوام السابقة لوضع مستهدفات يجب الوصول إليها، والمشاركة في دعم وإبراز المناطق الأثرية والسياحة ووضع خطط وبرامج للاستخدام الأمثل لها فى مهرجانات ومؤتمرات. وقال نيجيل خوان، سائح إسباني، إنه استمتع كثيرًا بآثار الأقصر ولكن على قدر استمتاعه فأنه شاهد تدني أخلاقيات بعض من المصريين مثل الشخص الذى فرض عليه عنوة شراء “قطعة حشيش” وعندما ذهب للمرشد المصاحب له لم يفعل له شيئًا، وعندما ذهبت صديقته الإسبانية لحجز قطار للسفر للقاهرة وبعدما وصلت للشباك من الطابور الطويل اكتشفت أن موظف الحجز لا يجيد سوى الإنجليزية “وبالإشارة” وأنها لا تعلم إلا قليلاً منها فهى تتحدث لغتها فقط، وقال خوان إنه أثناء زيارته لمعبد الكرنك اشتد الحر عليه واكتشف أن كافتيريا المعبد مغلقة ولا توجد مياه باردة فى الحر. وأكد ثروت عجمي، رئيس غرفة شركات السياحة ووكلاء السفر لقطاع جنوب الصعيد، أن نسبة الإشغال بفنادق المحافظة لا تتجاوز 2%، خاصة بعد استمرار أحداث العنف بين مؤيدى ومعارضى الرئيس المعزول محمد مرسي، بالإضافة إلى الهجمات المتكررة على الأكمنة الشرطية ومعسكرات القوات المسلحة بسيناء. وأضاف محمد عثمان نائب رئيس غرفة شركات السياحة بجنوب الصعيد أنه في إطار الجهود التي تبذلها الغرفة لعودة السياحة فأن عددًا كبيرًا من وكالات وشركات السياحة والسفر بدول أوروبا، عرضت عودة مجموعاتها السياحية إلى الأقصر وأسوان، وأن اتصالات تتم مع منظمي الرحلات الأوروبيين تم خلالها التأكيد على استقرار الأوضاع الأمنية لعودة سياح أوروبا لمصر عقب شهر رمضان. وأضاف عثمان أن الغرف السياحية بمحافظة الأقصر وضعت خطة تهدف إلى استعادة الأفواج السياحية الأوروبية بشكل كامل وبذات الأعداد التي كانت في السنوات الماضية خلال فصل الشتاء المقبل، ومع بداية الموسم السياحي الجديد في الأول من شهر أكتوبر المقبل. وأوضح أن الخطة تتضمن تسيير قوافل سياحية إلى البلدان الأوروبية، وممارسة ضغوط على الحكومة للمشاركة في جهود الغرف السياحية المصرية لاستعادة مكانتها السياحية عبر حملات سياحية مكثفة مع ضرورة عودة رحلات طائرات مصر للطيران إلى العواصم والمدن الأوروبية التي توقفت الرحلات المصرية إليها بعد ثورة يناير