* بني على هيئة هضبة مرتفعة تقع في الجهة الغربية خارج أسوار مدينة المبرز شمال مدينة الهفوف
* يوجد بداخله مسجد واسع مقسم إلى فسحتين مقسمتين بثلاثة أعمدة أسطوانية حجرية
* أهم الصفات المعمارية له هي مادة البناء وهي طوب اللبن المجفف بواسطة أشعة الشمس
* شيدت له بوابة خارجية على شكل برج ويحتوي على ستة أبراج أخرى
* يعود مسمى القصر إلى مدفع عظيم كان منصوباً داخل أبنيته
يقع قصر صاهود الأثري في حي الحزم وسط مدينة المبرز ثاني أكبر مدن محافظة الأحساء، وهو القصر الذي ينتظر أهالي الأحساء بشوق كبير الانتهاء من ترميمه وفتحه للزوار بعد عقود من إغلاقه، وكانت وحدة الآثار في الأحساء قد منعت زيارة القصر خلال السنوات الماضية خوفاً على سلامة الزوار من تساقط بعض أجزاء المبنى خصوصاً بعد تآكل بعض المباني جراء سقوط الأمطار والرياح.
مؤسس القصر
هو الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد، يسمى بـ«سعود الكبير»، هو أحد حكام الدولة السعودية الأولى وعرف بين أهله وشعبه بسعود الكبير، حكم منذ وفاة والده عام 1803 م حتى وفاته عام 1814 م. في عهده توسعت الدولة واستتب فيها الأمن وقويت واشتد عودها. كما تمت السيطرة على مكة والمدينة في زمنه وامتد إلى أطراف عمان ونجران واليمن وعسير والبحر الأحمر حتى شواطئ الفرات وبادية الشام.
كان وقع سقوط المدن الإسلامية المقدسة في أيدي آل سعود شديداً على العثمانيين، فأرسل العثمانيون محمد علي باشا إلى الجزيرة العربية فقام بالقضاء على الدولة السعودية وضمها لحكمه. توفي سعود بن عبد العزيز عام 1229 هـ الموافق 1813 م في الدرعية قبل وصول محمد علي باشا إلى الجزيرة.
كان لسعود بن عبدالعزيز العديد من الأبناء شأنه في ذلك شأن كل ملوك الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية، وأبناؤه هم الإمام عبدالله بن سعود بن عبد العزيز، الأمير تركي بن سعود بن عبد العزيز، الأمير خالد بن سعود بن عبد العزيز، الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز، الأمير عمر بن سعود بن عبد العزيز، الأمير إبراهيم بن سعود بن عبد العزيز، الأمير فيصل بن سعود بن عبد العزيز، الأمير ناصر بن سعود بن عبد العزيز، الأمير سعد بن سعود بن عبد العزيز، الأمير فهد بن سعود بن عبد العزيز، الأمير حسن بن سعود بن عبد العزيز، والأمير عبد الرحمن بن سعود بن عبد العزيز.
يعود مسمى القصر إلى مدفع عظيم كان منصوباً داخل أبنية القصر، يطلق عليه صاهود، كما أشارت إليه بعض الكتب التاريخية. وكان الهدف من بناء قصر صاهود هو الدفاع عن مدينة المبرز من الغارات الخارجية. وتشير بعض المصادر في سنة 1891، إلى أن قصر صاهود تحول مركزاً للشرطة، بعد أن استولى العثمانيون على الأحساء للمرة الثانية. وقصر صاهود المبني على ربوة عالية عما حوله بشكل مستطيل يحتوي على ستة أبراج دائرية الشكل وسابع على شكل مستطيل.
جولة داخلية
يعتبر قصر صاهود الموجود في الأحساء من أشهر القصور التاريخية التراثية حالياً، حيث تم بناؤه في عهد بني خالد وهناك من يقول إنه بني في عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد في العقد الثاني من القرن الثالث عشر.
وقد بني هذا القصر على هيئة هضبة مرتفعة تقع في الجهة الغربية خارج أسوار مدينة المبرز شمال مدينة الهفوف، وهو مخصص للاستخدام العسكري، ويظل واحداً من أبرز الأماكن السياحية التراثية بالشرقية بشكل عام.
عند الدخول إلى ساحة القصر توجد أبنية مبنية على طول جداره الغربي وبجوار المدخل توجد السلالم الرئيسية، ويوجد بداخله مسجد واسع ومقسم إلى فسحتين مقسمتين بثلاثة أعمدة أسطوانية حجرية، أما المحراب والمنبر فموجودان في مشكاتين في جدار القصر وكان يستخدم كدفاع عن المدينة وعن الأراضي الزراعية حولها وكمراقب لمخيمات البدو الموسميين، وقد برزت أهمية قصر صاهود بسبب موقعه الخارج عن العاصمة الجديدة وإمكانية صد أي هجوم يأتي من الشمال، ففي سنة 1333 هـ عاد الحكم السعودي للأحساء وغير بعض الشيء في صاهود وعند مجيء سنة 1370 هـ أصبح معسكراً للجنود.
وتتكون الأجزاء الداخلية للقصر من المدخل الرئيس ويقع في الجهة الغربية، تعلوه غرفة مراقبة، كذلك توجد ست غرف مختلفة المساحات، خمس للنوم، والسادسة مجلس للجند لكبر حجمها، وأيضاً هناك غرفة المستودع وتقع في الركن الجنوبي الشرقي من جناح النوم. وبعد المدخل مباشرة هناك بئر، وبجوارها عدة أحواض تجمع فيها المياه المستخدمة في الشرب والغسيل والوضوء. وشيدت الأسقف والأبواب من جذوع النخيل التي غطيت بالحصر «البواري» ومن فوقها سعف النخيل أو البوص ثم طبقة من الطين، واستخدمت جذوع النخيل في تسقيف الأروقة بشكل أفقي، كذلك المرازم، أما بالنسبة للأبواب فقد استُخدم فيها خشب الأثل الصلب.
أعمال الترميم
تمت ترسية مشروع ترميم قصر صاهود بالأحساء بتكلفة نصف مليون ريال من خلال المركز الاستشاري الوطني وتسليمه الموقع للبدء في أعمال التسجيل والتوثيق وكان قصر صاهود قد تعرض لعدد من الانهيارات في الداخل كما طالت الانهيارات بعض جدرانه الخارجية مما تسبب في تخوف المارة والمدارس المحيطة به، ويعتبر قصر صاهود الأثري أحد المعالم الأثرية المعروفة في المنطقة، ومن المتوقع أن يحظى المشروع خلال أعمال الترميم باهتمام الجمهور والمهتمين بالتراث في المنطقة للاطلاع على أسرار ومكامن القصر والذي يحتل مكانًا بارزًا في مدينة المبرز.