جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته هيئة العلماء والدعاء بيت المقدس- فلسطين اليوم السبت بعنوان “المعالم الاسلامية المهددة بالالحاق بالتراث اليهودي”، في مقر الهيئة الاسلامية العليا في القدس القديمة، واستهل المؤتمر بتلاوة آيات من القرآن الكريم رتلها الشيخ بكر غيث.
وقالت الشخصيات والأكاديميون أن المعالم الاسلامية برمتها مهددة بالإلحاق بالتراث اليهودي، إما عن طريق الإزالة والاجتثاث حتى لا يبقى منها أثر يدل على وجود عربي أو إسلامي سابق، أو بتغيير الرقوم والشواهد ووضع رموز وحروف عبرية مكان العربية الموجودة أو بإضافة رموز وشواهد تغيب ما كان قبلها لتدل على عبرية المكان ويهوديته التاريخية، كما فعل بالمسجد الابراهيمي الشريف في مدينة الخليل، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم وقبر يوسف في نابلس وغيرها من المعالم الاسلامية في طول فلسطين التاريخية وعرضها.
واضافوا في بيان “ان الآثار الموجودة تحت الأرض والتي تمحوها الحفريات المتواصلة بشكل جنوني منذ العام 1967، وخاصة في مدينة القدس التي يجري تبديل منظرها التاريخي المعروف مثل كنيس الخراب وما سيكون عليه هذا المشهد بعد إقامة ما يسمى بكنيس فخر إسرائيل، حيث سيغيب المشهد التاريخي المعروف لصورة القدس العربية والاسلامية .”
وتابع البيان ” إن المؤتمرين إذ يضعون هذه الحقائق أمام العالمين العربي والاسلامي ليؤكدون لهم أن هناك ما يقارب من 150 معلم إسلامي مدرجة على قوائم الإلحاق بالتراث اليهودي، بحيث لا يبقى للمسلمين أي أثر يذكر ، وإن الخطوة القادمة ستكون موجهة نحو المسجد الأقصى المبارك الذي جهزت سلطات الاحتلال كل ما ينبغي عمله لإزالة هذا المسجد العريق من الوجود ، وبناء الهيكل الثالث مكانه ، إذ إنتقل الحديث عن هذا الأمر من السر إلى العلن ومن حديث الناس العاديين إلى تصريحات الساسة والمسؤولين من وزراء الاحتلال وقياداته العسكرية والسياسية .”
وقال المؤتمرون أنهم يوجهون هذا البيان إلى قادة الأمة العربية والاسلامية في اماكن صنع القرار كي ينتبهوا لما يحاك لما تبقى من المعالم الاسلامية حتى يكونوا على معرفة بذلك.
ورحب رئيس هيئة العلماء والدعاة الشيخ عكرمة صبري بالحضور، متحدثا عن أهمية وقدسية المدينة، وقال:” لا نبالغ إذا قلنا أن القدس القديمة بمثابة متحف للآثار فكل حجر فيها يحكي قصة مجد وعزة .”
وأضاف الشيخ صبري:” لا يوجد في هذه المقامات في فلسطين اية آثار لأي نبي من الأنبياء والمرسلين، وعليه فإن إدعاءات السلطات الاسرائيلية أن هذه المقامات تعود لليهود وأنها تراث لهم هو إدعاء وهمي، لا يستند على أي دليل علمي ولا مادي، فلا علاقة لليهود بهذه المقامات، فهي ملك للمسلمين وحدهم .”
وتحدث الدكتور إبراهيم ابو جابر محاضر في جامعة النجاح عن “مشروع إحياء التراث اليهودي”، والذي سيشمل في المرحلة الأولى 150 أثرا من مساجد وكنائس وقناطر ومعالم أثرية وتاريخية إسلامية وعربية عوضا عن عدد كبير مما يدعون أنها أماكن وآثار ومعالم يهودية في فلسطين.
وأوضح الدكتور أبو جابر أن المشروع يهدد الكثير من مقدسات المسلمين وعلى رأسها المسجد الأقصى، لافتا ان المؤسسة الاسرائيلية ستعمل على إنجازه خلال خمس سنوات، وتقدر تكلفته بحوالي 100 مليون دولار، ستصرف على ترميم هذه الأماكن، وإقامة متاحف ومراكز معلومات ، ونصب تذكارية وكادرا مهنيا مختصا .”
وأوضح أن الحكومة الاسرائيلية ستجند لإنجاح هذا المشروع وحماية القائمين عليه عناصر من الجيش والأجهزة الأمنية المختلفة الأخرى، ولن تتوانى السلطات في إعلان مناطق تواجد بعض الآثار والأماكن المقدسة مناطق عسكرية مغلقة، وربما هدم منازل وبيوت عربية ، وتهجير عائلات فلسطينية أخرى ونصب أجهزة رصد وتصوير في هذه الأماكن للمراقبة والحراسة.
أما الدكتور نظمي الجعبة المحاضر في جامعة بيرزيت فقد تحدث عن “أسوار القدس بين الأصالة العثمانية والتشويه الاسرائيلي ” مؤكدا أن قبة الصخرة المشرفة وقبة كنيسة القيامة وأسوار البلدة القديمة جزء أساسي من هوية القدس، مضيفا:” ان القدس هي واحدة من مدن العالم المحتفظة بأسوارها كاملة ، ولا يوجد أي سور عثماني حوفظ عليه إلا بمدينة القدس.”
وتحدث الأمين العام لهيئة العلماء والدعاة بيت المقدس الدكتور عبد الرحمن عباد عن مسجد بلال بن رباح ومقام قبر راحيل في بيت لحم، مؤكدا انه مسجد إسلامي بني قبل الفترة الأيوبية، ووصف المسجد وأركانه وأبرز المعالم فيه ، وإحاطته بمقبرة إسلامية، لافتا أن الآية 100 من سورة يوسف تنفي وجود أي معلم ليعقوب وأبنائه.
وأشار إلى ما قام به الاحتلال الاسرائيلي من هدم لمعالمه الاسلامية منذ عام 1967، وإزالة كل ما هو عربي بالمكان، حتى أنهم إستولوا على بناية الأوقاف الاسلامية المقابلة له.
فيما تحدث الدكتور خالد الغزاوي عن “قبر يوسف” بمخيم بلاطة في نابلس نيابة عن الدكتور إبراهيم الفني، حيث تطرق الى الروايات المختلفة حول هذا القبر، مؤكدا أن قبر يوسف عليه السلام الحقيقي موجود خارج أسوار الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل، وفند أن يكون هذا القبر لليهود.
وفي كلمة لمدير المسجد الأقصى الشيخ ناجح بكيرات تحدث عن “حائط البراق والاعتداءات الاسرائيلية ورباط الكرد”، وتحدث عن التغييرات والاعتداءات الاسرائيلية عليه.
فيما تحدث مدير البحث والتوثيق بوزارة الأوقاف سابقا محمد ذياب ابو صالح عن نمط البناء المعماري لمسجد سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام ، وما تعرض له من عمليات طمس وتهويد من الجانب الاسرائيلي.
وتولى عرافة المؤتمر الشيخ محمد رمضان مسك، وأدار الجلسة الأولى من المؤتمر خطيب المسجد الأقصى الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي ، والجلسة الثانية الدكتور مصطفى أبو صوي، فيما شكر الشيخ عكرمة صبري بأسم أعضاء هيئة العلماء والدعاة أصحاب البحوث وأوراق العمل، ومن شارك في ترتيب المؤتمر ومجموعة علي صلاح وأولاده.