كشفت تقارير اعلامية غربية، عن تعرض الآثار في الدول العربية التي تشهد صراعا” العراق- سوريا”، لعملية تدمير ونهب واسعة وممنهجة ولاسيما سوريا منها. وأتهمت هذه التقارير الدول الغربية التي تُهرب اليهاهذه الآثار، بأنها تسهم بشكل غير مباشر في تمويل جماعات ارهابية تستفيد من تهريب الآثار السورية والعراقية اليها. اليونسكو أكدت بأن أكثر من 4500 موقع أثري في العراق وحدها ، أصبحت تحت سيطرةمقاتلي تنظيم الدولة.
ووفقا لصحيفة الغارديان البريطانية ، فإن المسلحين جمعوا أرباحا تصل إلى 36 مليون دولار من تهريب آثار العراق إلى الخارج. ولا يختلف الأمر كثيرا في سوريا، حيث نهبت آثار مدن سورية عدة وفي مقدمتها حلب على يد المجموعات المسلحة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولي المخابرات قولهم إن بعض الآثار المنهوبة من منطقة القلمون يصل عمرها إلى ثمانية آلاف عام. وفي تحقيق أجرته مؤخرا صحيفة الـ”واشنطن بوست” الأميركية، قال عدد من مقاتلي الجيش السوري الحر إن تهريب الآثار يمثل جزءا رئيسيا من تمويل أنشطتهم المسلحة ضد نظام الأسد.
ووفقا لخبراء الآثار، فقد وجدت هذه الآثار المهربة طريقها للسوق الأميركية. حيث ارتفعت واردات العراق الثقافية إلى الولايات المتحدة بنسبة 61 بالمائة ما بين عام 2011 و2013، في حين زادت الواردات الثقافية السورية في نفس الفترة بنسبة 145 بالمائة، وهو ما يشير إلى تدفق آثار كلا البلدين إلى تجار أميركيين. كما كشف تحقيق بثته إذاعة “إن دي أر” الألمانية أن آثار العراق وسوريا المهربة تباع بشكل علني من خلال بيوتات المزاد في ألمانيا. وحذر المجلس العالمي للمتاحف من خطورة استمرار عمليات التهريب، خاصة وأن من بين الآثار المهربة لوحات تظهر أول كتابة في التاريخ إضافة إلى عملات معدنية نادرة للغاية.
إيرينا بوكوفا: «داعش» يدمر التراث الإنساني في العراق
من جانبها طالبت منظمة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (يونسكو) المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لحماية التراث الحضاري للعراق، الذي يعد من أقدم الحضارات في العالم وساهم في تطور الانسانية. وقالت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو إيرينا بوكوفا، في مؤتمر صحفي ببغداد “إنا هنا لتقديم رسالة تضامن قوية مع الشعب العراقي في الاوقات العصيبة التي يمر بها هذا الشعب الذي يملك تراثا حضاريا مهما وذات قيمة كبيرة لكل الانسانية”. واضافت ان “المنظمة الدولية لن تسمح بتدمير هذا التراث الانساني المهم بطريقة بربرية”. وناشدت المسئولة الدولية مجلس الامن الدولي والمجتمع الدولي باكمله بالتحرك الفوري لايقاف تدمير التراث الحضاري العراقي، وحماية الشعب العراقي الذي ساهم من خلال تراثه الحضاري القديم في انعاش التراث الانساني. ودعت المديرة العامة للمنظمة الدولية جميع الأطراف المعنية إلى وضع حد لممارسات التطهير الثقافي في البلاد، واصفة تلك الممارسات بانها “ترمي إلى التدمير المتعمد للتراث الثقافي وإلى اعتداءات تنال من مظاهر التنوع الثقافي في العراق وما يضمه هذا البلد من أقليات عرقية متعايشة منذ آلاف السنين”.
واكدت بوكوفا التزام اليونسكو بدعم كافة الجهود الرامية إلى تعزيز احترام حقوق الإنسان وكرامة شعب العراق، ولاسيما من خلال توفير تعليم جيد للجميع وصون التراث الثقافي والتنوع في العراق، ومساندة الحكومة العراقية في مجال استعادة الاثار العراقية.
وكالة أنباء الشعر- محمد السيد
- الثلاثاء, 04-نوفمبر-2014