عدن مدينة تاريخية تعايشت فيها الديانات جنبا الى جنب على مدى السنين وشكلت ظاهرة حضارية مميزة كونها تقع على خط الملاحة الدولية
العبث بالاثار وتشويهها في محافظة عدن الضاربة جذورها في التاريخ ومزاراتها الدينية ومعابدها التي تعكس تسامحها الديني وقلاعها التاريخية واثارها التاريخية أهمها صهاريج عدن ومنارة عدن التاريخية انعكس هذا المشهد في وجدان الشباب ورجال التاريخ والاثار والمؤسسات المدنية والاكاديمية الذين اعتبروا الحفاظ على المعالم التاريخية في عدن مهمة وطنية ومجتمعية وسيادية.. ودعوا في تظاهرة ثقافية شبابية الى كف ايدي العابثين باثارنا وتاريخنا وذاكرتنا التاريخية.
إلى متى يعبثون بآثارنا؟
في هذا الاطار نظمت جمعية اهتم قبل ان تهدم الشبابية في عدن ورشة عمل للوقوف امام هذا العبث والدعوة الى حملة شبابية ومجتمعية لايقاف هذا العبث متناغمة مع تنظيم حملات توعوية بين صفوف الشباب والمجتمع للتعريف بأهمية اثارنا وحمايتها ونشر الوعي الاثاري لخلق رأي عام ضاغط على اصحاب القرار ان يصحوا من غفوتهم وخصوا بالذكر الجهات المعنية وزارة الثقافة والهيئة العامة للاثار وصيانة المدن التاريخية والمؤسسات الاكاديمية والسلطة المحلية لبذل الجهود المشتركة لايقاف هذا المسلسل التدميري لاثارنا التاريخية.
لقد تناولت المحاضرات التي القاها الدكاترة والمختصون وجمعية حماية التراث أهمية عدن كمدينة تاريخية مورود ذكرها في العديد من الاحاديث النبوية والنقوش التاريخية وتعايشت فيها الديانات جنبا الى جنب على مدى السنين وشكلت ظاهرة حضارية مميزة كونها تقع على خط الملاحة الدولية واكتسبت شهرة عالمية بانها دهليز الهند ومخزن السند والاهم من ذلك ما خلفه اجدادنا من مآثر ومعالم حضارية مازالت وستزال شواهد تاريخية على تلك الامجاد التي عاشتها تلك المدينة لذلك يجب اشراك المجتمع كافة في تفعيل الجوانب الرقابية من خلال توعيته باهمية المحافظة على الاثار وادراك اهميتها التاريخية باعتبارها ثروة وطنية تعكس ما كانت تزخر به البلاد من ارث تاريخي وحضاري عظيم والتنبيه لما تعانيه من اهمال قد يؤدي الى تدميرها وبالتالي ضياع هويتنا التاريخية فان لم يكن من باب الاعتبار للاجداد فليكن من باب الحفاظ على مستقبل الاحفاد حبا لعدن وملامح المدينة والانسان.
العناية بأثار عدن ليس ترفا!
كما أكد المشاركون من الشباب اعضاء الجمعية والاكاديميون والمختصون المهتمون بالشأن الثقافي والتاريخي والاثار ان الاثار هي الجانب المادي من التراث الوطني وتحمل مفهوم الترابط الوطني والديمومة الثقافية للشعب، كما تحمل صورة تطوراتها.. والعناية بالاثار ليس ترفا ولكنها من صميم عمليات التنمية وتتضمن العناية بالابنية الاثرية والقطع الاثرية على السواء وكذلك المعالم التاريخية في الطراز المعماري والمعابد والقلاع والمتاحف وملامح الاسواق التاريخية القديمة، كما اجمع المشاركون على اعادة تأهيل اثار عدن وتأصيل قيمتها وحمايتها وايقاف العبث بها لتؤدي وظيفتها الضاربة جذورها في تاريخ الاجداد والحضارة الانسانية.
كما ناشدوا الجهات ذات العلاقة بمتابعة صيانة اثار عدن وتنظيفها ومنع العدوان عليها، واصدار الانظمة واتخاذ الاجراءات اللازمة لحمايتها كما شددوا على المحافظة على الموجودات الاثرية في مواقعها عند قيام المشاريع الجديدة او عند الكوارث او الاحداث غير الطبيعية او جراء نوائب الدهر والتعرية الطبيعية او طغيان التوسع السكاني العشوائي ونقلها الى مواقع اكثر أمنا او الى المتاحف عند تعرضها للاخطار من اي نوع وتعذر المحافظة عليها في مواقعها ذاتها والتعاون في ذلك بين الجهات الرسمية والجهات الاكاديمية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالشأن الثقافي والتراث والاعلام.
لابد من مسح أثري شامل لأثار عدن
كما أكد المشاركون على اجراء مسح اثري شامل للاثار في عدن ووضع فهرس تفصيلي بها وهو مشروع وطني ويمكن الاستعانة بالمنظمات الدولية المعنية بهذا المجال.. فضلا عن توحيد المصطلحات الاثرية واصدار اذا امكن اصدار اثري لعدن تقوم عليه لجنة مختصة في المحافظة وهو مشروع وطني.
وهناك من المختصين من اقترح انشاء صندوق اثري في المحافظة لتنفيذ بعض المشاريع كالمسح الاثري وجمع البحوث وصيانة الاثار ومتابعة تدريس الاثار في كلية الاداب بجامعة عدن والتوسع في هذا المجال والاهتمام بتدريس معالم الصهاريج والنقوش قراءة وفهما وترجمة نصوص.. والحرص على تقريب الثقة بين الاثار وبين الجماهير.. باثارة الاهتمام بها وحسن الحماية وتبديد النظرة السلبية اليها او اعتبارها من بقايا الاولين ويمكن في هذا المجال توسيع الوسائل السمعية والبصرية وبرامجها فذلك هو السبيل الاقرب لحماية الاثار المحلية وطباعة ونشر كتيبات موضوعية مدعمة بالشواهد والوثائق لمعالجة تراث عدن الاثري والحضاري ويمكن ان تكون هذه النشرات على ثلاث مستويات بعضها للاطفال وبعضها للشباب وبعض للباحثين المختصين ولابد ان يشارك فيها التربويون في اعدادها وتوزيعها باسعار رمزية على جميع مؤسسات النشاط الثقافي.
وجوب لفت انتباه المسؤولين
كما لفت الاكاديميون الى تبني اسلوب تشجيع المعارض الاثرية المتنقلة في عموم مديريات المحافظة لتفتح الطريق للتوسيع فيه دعما لتعميم النشاط الاثاري والثقافي ونشر ثقافتهما الى جانب الاهتمام بالحرف التاريخية كصناعة الفخار والادوات الخزفية والبسط وادوات التزيين بوصفهما من الحرف المتممة لصيانة الاثار وتشجيع هواة اثار عدن من عملات وادوات حياتية لاقتنائها وعرضها في المعارض واعداد الفنيين والاختصاصيين في شؤون المتاحف وعلم النقوش والعمل على ايجاد المتاحف المدرسية المصغرة وعلى تعويد الطلاب احترام الاثار والعناية بها وفهمها واحترام مواقعها.
كما شدد الجميع على الحفاظ على التراث الشعبي لعدن الذي يتضمن مجموعة واسعة من الفنون الشعبية والمأثورات الشعبية والفلكلور العدني يشمل ابداع جميع فئات المواطنين من ابناء عدن والابداعات المختلف مثل الموسيقى والاشعار والاهازيج والازجال والرقص والحكايات والاغاني والامثلة العدنية والتعريف بالتنوع الديني والفكري والتراث الوطني الى جانب الحرف والعادات والتقاليد وغيرها مما عبر عنه الحس الجماعي وتفاعل التبادل والالتحام الذي تواتر عبر الاجيال الى جانب الادب الشعبي وتدخل ضمنه فنون القول التي تواترت مشافهة من اللغة العامية وصوتياتها.