وخصص المهرجان جوائز مالية تُعد من أعلى الجوائز في السباقات الرياضية، إذ تبلغ قيمتها الإجمالية 53 مليون ريال، يتنافس عليها المئات من أشهر ملاك الهجن المحلية والعربية والدولية، على مرحلتين “تمهيدية ونهائية”، ويبلغ مجموع أشواطهما 532 شوطاً، كما خصص المهرجان مليون ريال لجائزة سيف ولي العهد – حفظه الله -، التي سيفوز بها مالك الهجن الأكثر حصولاً على النقاط في الأشواط العامة للمهرجان.
وتنطلق المرحلة التمهيدية للمهرجان بـ320 شوطاً، وبمشاركة جميع الفئات العمرية للهجن، وتستمر لمدة 11 يوماً، يليها أشواط الماراثون وهي 8 أشواط، وتقام يوم الخميس 11 محرم 1443هـ، الموافق 19 أغسطس 2021م، كما تنطلق يوم الخميس 25 محرم 1443هـ، الموافق 2 سبتمبر 2021م، المرحلة النهائية بـ204 أشواط.
نجاحات كبيرة في النسختين الماضيتين
يشار إلى أن النسختين الماضيتين لمهرجان ولي العهد للهجن، شهدتا نجاحات كبيرة ونقلة نوعية في مسيرة رياضة سباقات الهجن العريقة، في موطنها ووسط جمهورها ومحبيها، أهمها تشريف سمو ولي العهد – حفظه الله – للحفل الختامي للنسختين الأولى والثانية، وتكرمه بتسليم الجوائز لملاك الهجن الفائزة، كما أسهم المهرجان بأن تكون المملكة الوجهة الأولى على مستوى العالم اهتماماً وتنظيماً لرياضة الهجن العريقة، كان من أبرزها تأسيس اتحاد دولي للهجن برئاسة المملكة العربية السعودية، ومقره العاصمة الرياض، وانتخاب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل بالتزكية رئيساً له، وسمو الأمير فهد بن جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائباً له.
كما نجح مهرجان ولي العهد للهجن في تعزيز الجوانب الحضارية والوطنية، وساهم في تحقيق عوائد ثقافية واقتصادية كبيرة، حيث حقق منذ انطلاقته عدداً من الإنجازات، منها تسجيل أرقام قياسية عالمية، في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، كان أبرزها تسجيل مهرجان ولي العهد للهجن، كأكبر مهرجان لرياضة الهجن في العالم عام 2018م، وذلك بتسجيل أكبر عدد مطايا مشاركة في سباقات الهجن بمشاركة 11186 مطية، تنافست في 787 شوطاً، كما شهدت النسخة الماضية إزاحة الستار عن أكبر مجسم للهجن في العالم، بعد دخوله موسوعة جينيس للأرقام القياسية منتصف عام 2019م، وكذلك تحطيم الرقم السابق كأكبر مهرجان لرياضة الهجن في العالم، حين تم تسجيل 13377 مطية مشاركة في سباقات الهجن للنسخة الثانية.
ويحظى المهرجان بدعم واهتمام كبيرين، من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- لقطاع الهجن وتطويره، وفق رؤية طموحة تواكب مكانة المملكة وتطلعات أبنائها، وتحقق أهداف ملاك الهجن وعشاق هذه الرياضة في جميع مناطق المملكة والوطن العربي. ويسعى مهرجان ولي العهد للهجن، إلى تأصيل تراث رياضة سباقات الهجن وتعزيزها في الثقافة السعودية والعربية والإسلامية، إلى جانب دعم الحركة السياحية والاقتصادية بالمملكة، بما يعزز المشاركة المجتمعية، ويؤصِّل الموروث الوطني، ويعكس العمق الحضاري للمملكة.
نقلة نوعية وطموحة تواكب مكانة المملكة
وأكد عدد من ملاك الهجن المشاركة في مهرجان ولي العهد للهجن أن استمرار المهرجان في نسخته الثالثة يأتي نتيجة العناية الخاصة التي يوليها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين ـ حفظه الله ـ لرياضة الهجن، وتطويرها وفق رؤية طموحة تواكب مكانة المملكة وتطلعات ملاك الهجن وعشاق هذه الرياضة في جميع مناطق المملكة والخليج والعالم العربي، وأن استمرار هذا المهرجان بثقله الكبير يمثل نقلة نوعية كبيرة لمسيرة هذه الرياضة العريقة في موطنها الأول ووسط جمهورها ومحبيها، لتكون الوجهة الأولى على مستوى العالم اهتماماً وتنظيماً لرياضة الهجن العريقة.
وقال صهيب بن صالح الدوسري أحد ملاك الهجن المشاركة في المهرجان: “شكراً لقيادة هذا البلد العظيم، لدعمهم هذا الموروث الكبير الذي عمّ دول مجلس التعاون الخليجي أجمع”. وأضاف: “هذا المهرجان أصبح أكبر من مهرجان رياضي خاص بالهجن، بفضل الله أولاً ثم بفضل رعاية سمو ولي العهد، حيث جمع الملاك ومحبي هذه الرياضة الكبيرة، ليصبح تجمعاً رياضياً وثقافياً وتجارياً وسياحياً”. فيما أكد حمد بن راشد المري -المشارك في المهرجان- أن سعادته لا توصف بوجوده بين عشاق هذه الرياضة، وأن تسجيل اسمه في هذا المهرجان الذي يحمل اسم ولي العهد – حفظه الله – هو مفخرة لكل مواطن ومواطنة في هذه المملكة العظيمة، وقال: “ننتظر هذا المهرجان ومنافساته بفارغ الصبر، ونحن ملاك الهجن، وعشاق هذه الرياضة التاريخية التي عشقناها أباً عن جد بدأنا الاستعداد لهذه النسخة من المهرجان منذ أكثر من أربعة أشهر، وكل الملاك الحاضرين اليوم جاءوا بخيرة حلالهم”. من جانبه شدد سليمان بن سلامة بن رويشد الجهني -أحد الملاك المشاركين- على أن ميزة مهرجان ولي العهد هي بأن النسخة الثالثة لا تقل روعة عن النسختين الأولى والثانية، بسبب الاهتمام الكبير والرعاية الملكية المستمرة، والدعم غير المستغرب، وكذلك الميدان التاريخي الكبير، والهجن المشاركة، والاهتمام الإعلامي، إضافة إلى الحضور الكبير من الجميع.
وقال: “ميزة هذا المهرجان أنه فريد ولا مثيل له وستكون هذه النسخة مغايرة، كون الملاك استعدوا استعداداً كبيراً بعدما شاهدوه في النسختين الماضيتين، فسنرى الهجن المعدة بشكل أكبر، والمعنويات اليوم مختلفة ومرتفعة، والطموح عال أيضاً، والتنظيم كذلك”.
حراك سياحي واقتصادي
وأكد رئيس الغرفة التجارية في الطائف الدكتور سامي العبيدي أن وجود الآلاف من ملاك الهجن في الطائف أثرى الحراك السياحي والاقتصادي والتجاري بشكل ملحوظ منذ انطلاق نسخته الأولى، وأسهم في زيادة الإشغال الكبير للفنادق والمنتجعات والوحدات السكنية، إضافة إلى توفير وصناعة مئات الوظائف لشباب الطائف من الجنسين خلال أيام المهرجان .
وأضاف أن تأثير الهرجان امتد إلى الحِرفيين ونشاط الأسر المنتجة، ، مشيرا إلى أن وجود المهرجان في هذا التوقيت يواكب الموسم الرئيسي للمنتجات الزراعية الموسمية، مثل العنب والرمان وغيرهما، ونشاط واسع في المبيعات ، إضافة إلى زيادة الطلب على الأعلاف وخدمة الصيدليات البيطرية.
تركيب أكثر من خمسة آلاف شريحة إلكترونية للمطايا
وأوضحت اللجنة المنظمة لمهرجان ولي العهد للهجن أن تركيب الشرائح الإلكترونية للهجن المشاركة في سباقات الموسم، مستمر ضمن العديد من التقنيات العالمية التي حرص اتحاد الهجن على وجودها لمواكبة أهمية هذا المهرجان محلياً وعالمياً. وبدأت لجنة تركيب الشرائح مهامها منذ السادس والعشرين من يوليو الماضي في ميدان نادي الهجن بالطائف، إذ تتم عملية التركيب على أربع مراحل، تبدأ بقسم المالك على ملكية المطية وسنّها الصحيح، ومن ثم دفع الرسوم، وتعبئة الاستمارات الخاصة بكل مطية، وأخيراً تركيب الشرائح من خلال مختصين في هذا المجال، حيث تم حتى الآن تركيب أكثر من 5 آلاف شريحة. ويكون موقع تركيب الشريحة في بداية امتداد رقبة المطية عادة، ليمنح المالك كوداً خاصاً بها لإضافة المعلومات في الموقع الإلكتروني لاتحاد الهجن، إذ يعد ذلك من الإجراءات الدقيقة والمهمة عن الهجن، لاحتوائها على كامل المعلومات التعريفية الشاملة من ناحية الملكية والسن الحقيقي والتدرّج في العمر ولونها، إضافة إلى أنها تتيح للمالك مراقبة حالة مطيته الصحية مع الجهات الطبية.