تشير الأحافير والهياكل والجماجم التي اكتشفت في الكثير من مناطق العالم إلى أن الإنسان الحالي الذي يطلق عليه ( Homo sapiens) أي الإنسان العاقل ليس الوحيد الذي ظهر على سطح الأرض بل هو آخر نوع من البشر.
وقد عاش قبل الإنسان الحالي أنواع أخرى من البشر ومنها إنسان النياندرتال الذي عاصر الإنسان الحالي قبل حوالي 350 الف سنة وبفترة زمنية امتدت لحوالي 15 الف سنة قبل أن ينقرض وينمحي أي أثر له ، وتظهر الآثار لإنسان النياندرتال إلى انه وصل لأوروبا قبل حوالي 350 الف سنة ، والذي هو في النهاية فرع من الشجرة البشرية التي ظهر منها أيضا الانسان الحالي ، وعندما كان النياندرتال منتشر في أوروبا تطور في أفريقيا نوع الإنسان العاقل (Homo sapiens )، كما تشيرالأبحاث والدراسات العلمية أن إنسان النياندرتال كان ذو بنية قوية جدا وأن بعض الصفات الجسمية كانت مزيج من السمات التي يمكن أن نصف بعضها بسمات الإنسان البدائي وبعضها بسمات الإنسان الحديث ، حيث تمتاز جمجمته بضخامتها وهي أكبرمن جمجمة الإنسان المعاصر بنسبة 10% ، لكن ليس من الضروري أن يكون هذا الامر مؤشر على معدل ذكاءا أعلى أو أكبر من الانسان المعاصر لان مايحدد نسبة الذكاء ليس حجم الجمجمة بل عدد الوصلات العصبية داخل الدماغ ،والإنسان المعاصر يمتلك في داخل دماغه أكبر عدد من هذه الوصلات من بين كل الكائنات الحية.
وتظهرفي جمجمته حفرتان واسعتان للعينين وموضع أنف ضخم ذو فتحات واسعة وفم كبير مع شفاه بارزة واسنان كبيرة ولكنها ليست بدائية ، كما أن بنيته الجسدية قوية وضخمة ، أيضا لايعتبر إنسان النياندرتال قليل الذكاء بل كان يملك قدراً من الذكاء قام على إثره مايُعرف بالحضارة الموستيرية وهي حضارة بدائية لكنها متقدمة عن الحضارات التي سبقتها حيث أنها تميزت بصناعة الشظايا الحجرية ذات الأطراف الجانبية المائلة وبتشذيب الحافات تشذيبا دقيقا بالإضافة إلى صناعة الفؤوس اليدوية ، وكان لديه نوع من اللغة البسيطة ساعدته على التواصل في معيشته ، ولكنها لغة إيحائية أكثر منها لغة ذات عمق سواء في الكلمات أو إيجاد المفاهيم ، وأيضاً أتقن إشعال النار واستخداماتها سوءا كان حماية أو تدفأه أو طهي وذلك بدليل وجود عظام الحيوانات المطبوخه وأيضا حاكى الثياب بجلود الحيوانات واستخدم العظام كأبر واستخدم أنسجة الحيوانات كخيوط ، وهذا دليل على أن أنسان الانياندرتال لديه قدرات كان يُعتقد أنها تقتصر على الإنسان الحديث حيث أنه طورنوع بدائي من الثقافة خاص به ، من زخرفة ونقوش ورسوم بدائية وبعض الزينة والحلي وصولا إلى معتقدات روحانية .
وأخيرا أختفى إنسان النياندرتال بصورة فجائية الذي إن بقيَ منه شيء فهو باقٍ في جيناتنا بنسبة ٥٪ نتيجة العلاقات بيننا وبينهم ، واختفى نهائيا عن وجه الأرض تاركاً وراءه بعض أجزاء من حطام هياكله العظمية وأدواته الحجرية
نشر في مجلة الاثار
الإسم : ياسمين حسين السليمان
طالبة قسم تاريخ ( سياحة وآثار )
مسار الآثار والسياحة ، جامعة الامام عبد الرحمن بن فيصل .
