اقامت دار الآثار الإسلامية التابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أمس الثلاثاء معرض (الفن في حضارة بلاد المسلمين) وذلك بالمركز الأمريكاني الثقافي تحت رعاية وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري.
وقال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب كامل العبدالجليل في كلمة بهذه المناسبة ان الفن هو اصدق انباء التاريخ وأحد علوم هندسة الروح والجسد ووعاء الحضارة وانعكاس للهوية الثقافية والمستوى الابداعي للانسان.
واضاف العبدالجليل ان للحضارة الاسلامية التي يجسد هذا المعرض جانبا مضيئا منها دورا فعالا في التواصل بين الشعوب في بقاع جغرافية ممتده في العصور الوسطى والحديثة.
وأوضح انه يشاطر الشيخة حصة الصباح المشرف العام لدار الآثار الاسلامية وأحد اصحاب (مجموعة الصباح) رأيها بصعوبة تعريف كلمة (فن) «الا اذا كانت مقترنة بنوع من انواعه كالفن البصري او التشكيلي او السينمائي».
وذكر ان الشيخة حصة الصباح قالت في تمهيد راق تضمنه كراس هذا المعرض ان كلمة الفن غير موصوفة في العربية بمعنى انه لا حدود له وهذا هو سر تلاقيه بنتاجات العقل الانساني ونواياه.
ورأى ان اهمية وميزة هذا المعرض في تناوله الامتداد الجغرافي للحضارة الاسلامية والتي وصلت لبقاع بعيدة عن المركز كاسبانيا والصين وجانب الامتداد الزمني الذي يفوق الـ14 قرنا من الزمان.
واشار الى ان المعرض يسلط الضوء على تجليات الفن الاسلامي وتنوعاته وخاماته كالأحجار والخشب والزجاج والنسيج والخط والزخرفة والمشغولات المعدنية والجواهر والحلي بحيث تظهر الأحاسيس غير المرئية وتسخير الطبيعة وعناصرها واعادة صياغتها وتركيبها.
وقال العبدالجليل ان كل ذلك يثبت النفس الحضاري للاسلام البعيد كل البعد عما يلصق به ظلما من تهم التشدد تجاه الفنون بشكل عام.
واضاف ان الحضارة الاسلامية التي الهمت العالم كانت ولا تزال مبنية على قيم مستنيرة استطاع من خلالها المسلمون اثبات وجودهم وتجسيد التعاليم السمحة التي جاء بها دينهم العظيم والذي يرسم صورة الوجود من زاوية التصور الاسلامي والتعبير الجميل عن الحياة من خلال تصوراته.
وبين ان انتشار الرسالة الدينية للاسلام والتوسع المتلاحق ساهم بتلاقي المسلمين مع شعوب مختلفة دينا وحضارة وثقافة فكان الاحتكاك والتلاقح مع امبراطوريات عظيمة كبيزنطة في الغرب والساسان في الشرق ما ادى الى تطور الفنون والتي تعكسها مقتنيات هذا المعرض.
وثمن الدور الكبير والحضاري لدار الاثار الاسلامية ومجموعة الصباح على ما تقوم به من جهود مضنية ومهمة لتقديم فنون بلاد المسلمين للجمهور الكويتي والعالمي وذلك منذ تأسيسها عام 1983، معتبرا ان هذا المعرض شاهد من بين مئات الشواهد على دأبها لنشر الثقافة والتنوير والترفية من خلال مواسمها الثقافية.
من جهتها، قالت مدير ادارة المصادر الثقافية والفنية بالدار دلال الفضلي ان المعرض يشمل بداية القرن الاول الهجري (السابع الميلادي) حتى نشوء الامبراطورية العثمانية والامبراطورية الصفوية في ايران والامبراطورية المغولية في شبه القارة الهندية.
واشارت الفضلي الى ان المعرض يضم اكثر من 200 قطعة فنية تاريخية متنوعة «تلهم القلب قبل العين» ومن ضمنها مخطوط قرآني مزخرف بالذهب والفضة والالوان الساطعة ونص مكتوب على خلفية حمراء مظللة من القرن العاشر الهجري والعديد من التحف الرائعة من الفن الاسلامي.
وبينت ان المعرض يستمر حتى نهاية عام 2020 في المركز الامريكاني الثقافي ويفتح ابوابه يوميا ما عدا الاحد للزوار للاطلاع على اجمل التحف والاثار مبينة ان المعرض المتنقل جال بلدانا عدة حول العالم منها ايطاليا والنمسا وكوريا الجنوبية ومملكة البحرين وتعتبر الكويت محطته السادسة.
نص الخبر – الكويت – الانباء