تزخر بلادنا الغالية بالكثير من مواقع التراث الإنساني، من اثار قديمة جدا تعود لآلاف السنين أو تراث اجدادنا الذي ليس ببعيد ويعود لمئات السنين، ومواقع أخرى تعود لعصور ما قبل التاريخ والعصور الحجرية التي كان استخدام الأدوات الحجرية بها هو الغالب.
ما اقصده بالعصر الذهبي للآثار السعودية انه حان الوقت ان نجعل هذه المواقع داعما أساسيا لاقتصاد وطننا، وقد سبقتنا العديد من الدول بالاستفادة بتنمية اقتصادها من خلال استغلال المواقع التراثية والاثرية والمتاحف التي تعرض مكتشفات هذه المواقع.
وبعض هذه الدول يكون المردود الاقتصادي لها من خلال الاثار 50% من ناتجها القومي، لكن لا يحصل هذا من خلال الصدفة او من تلقاء نفسه، ولكن بالعمل الدؤوب والاستفادة من سواعد أبناء وبنات الوطن واعطاءهم الفرصة بالعمل بهذا المجال وتطويرهم بحيث يستطيعوا ان ينهضوا باقتصادنا بهذا المجال.
تحدثت سابقا عن العديد من الطرق والأدوات للمساعدة في الاستفادة من المجال الاثرية بحيث يدعم اقتصادنا المحلي، واركز دائما على احتواء خريجي الاثار والتراث والتركيز عليهم وتطويرهم، فهم الأقرب لهذا المجال وهم من نستطيع الاستفادة منهم منطقيا للصعود بمجال الاثار اقتصاديا، فكل في تخصصه.
نحن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، وجدنا منهما الاهتمام الكبير بمجال الاثار والتراث والمتاحف، وأسس العديد من المشاريع الكبرى منها الهيئة الملكية للعلا وانشاء اكبر متحف إسلامي والعديد من المشاريع التي تدعوا للتفاؤل الكبير لتوفير الفرص الوظيفية لخريجي الاثار والتراث ليساهموا برفع الناتج القومي لبلدنا، كما أنشئت وزارة الثقافة والتي تعني بهذا المجال ودعمه وتطوير.
ان التركيز على هذا المجال يخلق مئات الآلاف من الوظائف، ولكن هذه الوظائف لا بد لها من بذرة او بذور لكي تصل لملايين الوظائف، هذه البذور بوجة نظري هي تأسيس شركات ومؤسسات خاصة، تتخصص بمجال الارشاد السياحي وإدارة وتطوير مواقع التراث والتسويق لها بشكل جيد ومتماشي مع المجتمع المحلي إذا ما كنا نرغب بجذب المجتمع المحلي لهذا السوق.
ان الاثار والتراث هي الركيزة الأساسية لمجال القطاع السياحي، والذي تدعمه المتاحف والفنادق ونزل الايواء والمناطق البرية والريفية، فهي جميعا تمثل مكعب يكتمل عندما تتوافر في الموقع او المنطقة التي يقام بها مشروع يهدف تسويقه لجذب سياح محليين.
وعلى الرغم من ان التعليم المحلي له دور كبير بتثقيف المجتمع ودفعه للاستفادة من خدمات هذا السوق بالاستجمام وقضاء الاجازات القصيرة بزيارة المواقع التراثية والاثرية والمتاحف والسكن بفندق مريح ونظيف، الا ان الشركات الناشئة بهذا المجال من الممكن ان تواجه عكس ذلك، فلا بد لها ان تحاول من خلال قسم التسويق لديها ان تصل للمستهلك وتقنعه من الجدوى بالاستفادة من خدماتها، وهذا بطبيعة الحالة يتم دراسته من خلال دراسة الجدوى والاستراتيجية بالمشروع قبل وبعد اقامته.
أفكار للاستفادة من الاثار والتراث اقتصاديا:
– تغيير المناهج في الجامعات وتخصصات الاثار والتراث بإضافة مواد لإدارة وتطوير المواقع الاثرية والتراثية ومواد يدرس بها تجارب الدول التي سبقتنا بهذا المجال والاستفادة منها وتطويرها.
– تشجيع الخريجين لانشاء مؤسسات وشركات متخصصة تحت مظلة وزارة الثقافة بدعم من البنوك والشركات الكبرى.
– الاجتماع بخريجي الاثار والسياحة والتراث والاستفادة من أفكارهم وطرح ما يستطيعون تقديمه.
– توجيه بحوث الدارسين بمجال التراث والاثار للاستفادة منه اقتصاديا.
– إضافة مواد دراسية بالتعليم العام في مجال التراث والاثار بالتعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي وتوظيف خريجي الاثار والتراث بقطاع التعليم.
رئيس التحرير
مجلة الآثار