دعا خبراء مختصون في مجالات الآثار والتراث ، إلى لعب دور أكبر في حماية التراث الإسلامي والاهتمام به باعتباره مجالاً مهماً لترسيخ الهوية الحضارية وتعزيز الانتماء ، وشددوا على أن خطر الإرهاب والحروب التي شهدتها المنطقة أثرت كثيراً في نهب الآثار وهدم التراث وخاصة في العراق وسوريا وفلسطين وغيرها من البلدان الإسلامية.
وتواصلت اليوم ، فعاليات مهرجان منظمة التعاون الإسلامي في العاصمة الإماراتية أبوظبي ، لليوم الثاني على التوالي ، ودعت ندوة «الحفاظ على التراث الثقافي في العالم الإسلامي: السياسات والآليات» التي أقيمت في أرض المعارض ، وأدارت الندوة المديرة العامة للشؤون الثقافية والاجتماعية وشؤون الأسرة في الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي مهلة أحمد طالبنا ، إلى إيجاد اهتمام واسع من صناع القرار بالاهتمام بالشأن الثقافي.
واستعرضت الندوة بالنقاش حول التدابير الإجرائية والميدانية التي ظلت الجهات الرسمية تنهجها بالنسبة للقطاع الثقافي ، وتمثلت في المشاريع والمبادرات التي تطلقها المنظمات المختصة للنهوض بالثقافة بصفة عامة ، وخاصة ما يتعلق بالدعم المادي والفني للمؤسسات الثقافية ، وإصدار الإعلانات وإعداد الاتفاقيات ونشر الدراسات واعتماد التشريعات ، التي تهدف كلها إلى مضاعفة الاهتمام بالثقافة وتطويرالمرجعيات الاستراتيجية والخطط التنفيذية الموجهة للنهوض بالشأن الثقافي.
وأكدت الندوة على أنه من أبرز مظاهر العناية بالشأن الثقافي ، بث الوعي الحديث بالدور الذي تلعبه الثقافة ضمن العملية التنموية بالموازاة مع القطاعين التربوي والتقني اللذين تم الاعتراف مبكراً بدورهما في التنمية ، مقارنة مع القطاع الثقافي ، ومن ثم أسهم هذا الوعي في الارتقاء بمكانة القطاع الثقافي ضمن القطاعات المختصة الأخرى.
ورأى المشاركون أن بعض المجالات الثقافية بدت لصيقة بالعملية التنموية مثل الصناعات الثقافية والسياحة الثقافية والحرف التقليدية ، فإن مجال التراث لم يتم التعامل معه بوصفه مجالاً قادراً على الإسهام في العملية التنموية.
وأكدوا على أنه في في ظل ما يشهده العالم من تطورات تؤثر سلباً على التراث الثقافي ، فإن ملوك وقادة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ، أوجدوا اهتماما كبيرا بالحضارة الإسلامية والتراث الإنساني ، علاوة على الاهتمام بمخاطر التدمير والنهب والسلب والإهمال التي تدمر الآثار الإسلامية والمعالم التاريخية في بعضٍ من الدول الأعضاء بفعل الاحتلال أو الحروب أو التهديدات الإرهابية ، وعلى رأس هذه الدول فلسطين والقدس الشريف، والعراق، واليمن، وسوريا، وأفغانستان، ومالي، وغيرها.
واستعرضت الندوة اهتمام منظمة التعاون الإسلامي بالحفاظ على التراث الإسلامي والعالمي ، والقرارات التي تم اتخاذها في قمم المنظمة السابقة ، ومنها قرار حماية وصون التراث الثقافي والإسلامي والعالمي ، الذي اعتمدته الدورة الثالثة والأربعون لمجلس وزراء الخارجية شهر أكتوبر 2016 في طشقند بجمهورية أوزبكستان.
جدة 20 شعبان 1440 هـ الموافق 25 أبريل 2019 م واس