وبين الدكتور الزهراني في المحاضرة أن الهيئة توسعت مؤخراً في أعمال المسح والتنقيب ليأخذ في شكله منحنى أكثر شمولية ومنهجية , ليشمل أكثر من 40 بعثة دولية مشتركة ومحلية في مختلف أنحاء المملكة التي لم تقف تنقيباتها على البر , بل وصلت إلى البحر الأحمر بأعماق تفوق 40 متراً تحت السطح البحر، ما يؤكد وجود ما يزيد على 9 آلاف موقع أثري رئيس، إضافة إلى ما يقارب 100 ألف موقع أثري فرعي.
وأشار الزهراني إلى أن المملكة تشهد حالياً 21 مشروعاً دولياً مشتركاً مع جامعات عالمية مختصة في شؤون الآثار والتنقيب من بينها بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، إيطاليا، النمسا، بولندا، فرنسا، ألمانيا، و23 مشروع عمل مشترك بين الهيئة وجامعات محلية.
وأبرز الزهراني ثلاثة مواقع حضارية أثرية خلال المحاضرة كان لها دور كبير في الوساطة التجارية بين الشرق والغرب، حيث استعرضت المحاضرة أبرز المعطيات الأثرية الجديدة في «تيماء» , حيث تم الكشف عن الأعمال الأثرية الحالية، وعن تسلسل حضاري يبدأ من العصور الحجرية الحديثة إلى الفترة الإسلامية المتأخرة، وفي «العلا» أبرزت التحققات الأثرية، المظاهر المعمارية والحضارية والاستهلاكية.
وأفصح الزهراني عن أقدم وجود بشري عثر عليه ضمن التنقيبات , وذلك من خلال عظم سلامى من إصبع الكف، حيث تبين بعد تحليله في مختبرات بألمانيا , أنه يعود إلى ما قبل 90 ألف سنة، كما عثر على أحافير حيوانية تدل على وجود الإنسان وتعود إلى ما قبل 800 ألف سنة.
واختتم الزهراني حديثه , أن الوعي المجتمعي بأهمية التراث الحضاري بات يسير في مساره الصحيح , من خلال تعاون الهيئة مع عدد من الشركاء على مستوى القطاعات الحكومية والقطاع الخاص .
الرياض 23 صفر 1440 هـ الموافق 01 نوفمبر 2018 م واس