«الخترشية» وجمعية «ترميم»
محمد البكر
يتسابق شباب المملكة ورجال أعمالها على العمل التطوعي، ويقدمون الأفكار الإبداعية للتنويع في المبادرات، حتى بات من الصعب أن تجد مجالا جديدا لفكرة عمل خيري. ولو أردت أن أذكر لكم تلك الأفكار لاحتجت لصحيفة كاملة لكثرتها وتنوعها.
العالم المتحضر كأمريكا وأوروبا على سبيل المثال يعتبرون العمل التطوعي جزءا من حياتهم، وثقافتهم، وتقاليدهم.
ففي أمريكا يتطوع ما نسبته 44% من البالغين، للعمل 5 ساعات في الأسبوع في مختلف التخصصات.
أما في فرنسا فهناك 1.5 مليون من الشباب والشابات الذين يقومون بأعمال أسبوعية في مجالات التربية والصحة والبيئة والثقافة ومساعدة كبار السن. هذا الرقم ليس ببعيد عن الرقم المستهدف في رؤية المملكة 2030، والذي يهدف من خلالها زيادة عدد المتطوعين من 11 ألف متطوع حاليا ليصل إلى مليون متطوع في 2030م.
لقد بات العمل التطوعي مقياسا لتقدم الدول ومعيارا لتحضر مجتمعاتها.
ولهذا فلا غرابة أن يكون ذلك العمل أحد العناوين الرئيسة لرؤية المملكة المستقبلية.
ولعل من المصادفة أن ينقل لي أحد الأصدقاء خبر الترخيص لجمعية جديدة تُعنى بترميم المنازل المتهالكة هي جمعية «ترميم» الخيرية ومقرها الدمام، في الوقت الذي كنت أهم بتسليط الضوء على منازل بعض الأسر في بلدة صغيرة اسمها «الخترشية» تتبع قرية أم الساهك التي لا تبعد عن الدمام سوى 20 كلم.
مصادفة الترخيص لجمعية «ترميم» مع ظروف تلك الأسر، والوضع المتهالك لبيوتهم، قد تكون مصادفة طيبة. فمن ناحية، نجدها فرصة لهذه الجمعية الفتية ليكون مشروع «ترميم» تلك المنازل التي لا يتعدى عددها العشرين، هو باكورة أعمالها في هذا الشهر الكريم، ومن ناحية ثانية، فهي فرصة لرجال الأعمال وفاعلي الخير لدعم هذه الجمعية خاصة في هذا المشروع الخيري، الذي سينهي معاناة تلك الأسر المستمرة منذ سنوات طويلة، قبل أن يحل عليهم الشتاء القادم.
ولكم تحياتي..