(رويترز) – أتاح اكتشاف جمجمة محفوظة بشكل كامل في الأرجنتين فرصة لم يسبق لها مثيل للعلماء للتعرف على القدرات الحسية وسلوكيات مجموعة من الديناصورات التي كانت أكبر حيوانات برية في تاريخ الأرض.
وأعلن العلماء يوم الثلاثاء اكتشاف الجمجمة وعظام الرقبة لديناصور تم التعرف عليه حديثا واطلق عليه سارمينتوسوروس كان يجوب منطقة باتاجونيا قبل 95 مليون عام.
وأظهرت الصور المقطعية للجمجمة شكل المخ وقدمت فهما دقيقا عن حواس السمع والنظر والسلوك الغذائي.
وينتمي ديناصور سارمينتوسوروس الذي كان يتراوح طوله بين 12 و15 مترا ووزنه بين 8 و12 طنا إلى فصيلة تسمى تيتانوصور النباتية المعروفة بأعناقها وأذيالها الطويلة وأجسامها الضخمة.
وكان سارمينتوسوروس من الأنواع متوسطة الحجم.
وتجاوز طول الأنواع الأكبر حجما 30 مترا وبلغ وزنها 50 طنا. ومن بين أنواع التيتانوصور المعروفة لم يتم العثور إلا على جماجم كاملة لأربعة منها فقط بينها سارمينتوسوروس.
وقال عالم الحفريات مات لامانا من متحف كارنيجي للتاريخ الطبيعي في مدينة بيتسبرج الأمريكية “الرأس هو مفتاح فهم علم الأحياء لدى الحيوانات. إنه يضم المخ وأعضاء الحواس والفكين والأسنان أي آلية جمع الغذاء وغيرها.”
وكانت فصيلة التيتانوصور جزءا من مجموعة أكبر من الديناصورات المماثلة التي تدعى سوروبود.
وقال لورانس ويتمر الخبير في علم التشريح في جامعة أوهايو “أما بالنسبة إلى السارمينتوسوروس .. فهو لم يكن صاحب أكثر الأسنان حدة بين مجموعته.”
وأضاف “ديناصورات السوروبود في المجمل تشتهر بصغر حجم دماغها مقارنة بحجم الجسد والسارمينتوسوروس لم يكن استثناء. كان المخ بحجم الليمونة تقريبا لكن جسمه يزن بقدر فيلين أو ثلاثة.”
وأشار ويتمر إلى أن جمجمة السارمينتوسوروس المكتشفة حديثا تقدم أفضل المعلومات عن شكل المخ لفصيلة الساروبود.
وأوضح ويتمر أن عضو السمع أي القناة القوقعية كانت طويلة مما يشير إلى قدرة جيدة على سماع الأصوات ذات التردد المنخفض من مسافات شاسعة ربما ليتمكن السارمينتوسوروس من تتبع أفراد القطيع الآخرين عندما يبتعدون عنه.
وأضاف ويتمر أن محجري العينين والمقلتين كبيرة نسبيا مما يشير إلى أن حاسة النظر كانت مهمة على نحو بارز.
وقال ويتمر إن اتجاه الأذن الداخلية في الجمجمة يشير إلى أن وضعية رأس السارمينتوسورس كانت لأسفل وإنه كان يقتات في معظم الأحيان على النباتات ذات السيقان القصيرة عوضا عن التهام أوراق الأشجار العالية.
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)