للقاهرة القديمة والآثار الإسلامية فى مصر مذاق خاص، ولكن عندما تمتزج بسحر وروحانيات شهر رمضان تصبح أروع من أن توصف بلا شك، وعلى عكس ما يظنه البعض، بأن تزامن شهر رمضان مع العطلة الصيفية قد يتسبب فى ضياعها، وحرماننا من “فُسح” الصيف، والاستجمام فى المصايف والمدن الساحلية، إلا أنه يمكن استغلال هذا التوقيت للاستمتاع بالعطلة بطريقة مختلفة، وتجربة السياحة الرمضانية فى القاهرة القديمة.
“شارع المعز، الحسين، خان الخليلى وحى السيدة زينب والقلعة” أماكن يكسبها رمضان بُعدًا آخر، خاصة فى الوقت بين الإفطار والسحور، وكأنك دخلت آلة الزمن لتعيش رمضان فى الأربعينات مثلاً، بل وربما فى العصر الفاطمى، بينما يتردد فى ذهنك سؤال واحد ” إزاى المكان دا حافظ نفسه بالشكل دا” كما يقول أحمد حسن واصفًا شارع المعز.
ويضيف أحمد “كأنى دخلت مكان تانى خالص غير القاهرة، وانفصلت عن الشوارع اللى حواليها، ودوشتها وصداعها، وحتى الناس اللى جوا مختلفة تمامًا عن اللى برة، الشارع فعلاً كأنه بلد جوا بلد”، ويتابع “أعتقد إن جمال شارع المعز فى الناس اللى ماشية فيه والمساجد والمحلات وبضاعتها البضاعة اللى كأنها جاية فى رحلة عبر الزمن زى ما بيقولوا كده”.
أما ريم اللولى فتقول “أنا بحب السحر، ما بحبش أشوفها كمكان سياحى، والفرق بين رمضان وأى يوم عادى إن هناك بحس بسحر رمضان وروحانياته، اللى موجود فى الشوارع، ومشربيات البيوت القديمة، والمحلات اللى زى ما هى من 100 سنة”.
وتنصح ريم بأن نزور الشارع المؤدى إلى منطقة الخليفة والسلطان حسن من السيدة زينب، حيث مسجد أحمد بن طولون بمئذنته الشهيرة، المبنية على الطراز العراقى الحلزونى”.
وتضيف “لو تحب تحس أوى بالقاهرة القديمة امشى فى درب الأولياء، وهو الشارع المؤدى إلى حى السيدة عائشة من حى السيدة نفسية”، وتوضح “الشارع به الكثير من الأضرحة، وفى بدايتهم ضريح المفسر المشهور أحمد بن سيرين”.
أما بسنت إبراهيم فتقول “القاهرة القديمة فى رمضان بيبقى فيها جو حلو أوى.. شغل الخيامية والصلاة ومسجد الحسين، بحس إن دخلت المسلسلات بتاعة زمان، روح الناس والفطار والبيوت وسط المحلات والديكورات والزينة” وتضيف “كمان عروض التنورة وبياعين العرقسوس والتمر بشكلهم التراثى اللى مفتقدينه فى شوارع القاهرة، كل دا بيخلى للمنطقة طعمها الخاص فى رمضان”.
وتتابع “بالإضافة إلى الأكلات الشرقية التى تقدمها المطاعم خلال شهر رمضان بتكون أحلى بكتير من المطاعم فى أى مكان تانى، كأنها أكل بيتى بالضبط”.
أما آية عبد الظاهر فتعشق “الأزهر والحسين وشارع المعز، والمقاهى العريقة حيث أغانى أم كلثوم والروقان”، وتقول “الفرق اللى لاحظته فى القاهرة القديمة بين الأيام العادية ورمضان هى إن الحاجة الوحيدة اللى كانت دايمًا بتضايقنى هناك اختفت فى رمضان، وهى المعاكسات”، وتضيف “تكاد تكون منعدمة.. حتى لما حد بيعاكس بيقول رمضان كريم بس”.
فيما ينصحك إسلام سعود أحد سكان القاهرة القديمة بأن تزور جامع الأنور الذى يعد ثانى أقدم مساجد مدينة القاهرة بعد الأزهر الشريف، الذى بدأ الخليفة الفاطمى العزيز بالله إنشائه فى رمضان سنة 380 هجرية (990 ميلادية)، واستكمله الحاكم بأمر الله فى العام 1002 ميلادية.
ويضيف إسلام “فى رمضان، أروع مكان ممكن تاكل فيه فول فى السحور هو واحد اسمه محمد على، مش مبالغة دا حقيقى حاجة ملهاش حل”.
