وصف وزير السياحة في لبنان فادي عبود، الإعلان الترويجي الذي صور، وحمل عنوان «ليش في أحلى من لبنان؟» بأنه بمثابة جس لنبض السائح العربي، فيما يخص رغبته في العودة عن قراره الذي يقضي بعدم التوجه إلى لبنان —–وفقا لنصائح دولته.
واعتبر عبود في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الإعلان حقق أفضل نتيجة مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث حصد نسبة 250 ألف متابع له على موقع الـ«يوتيوب» في مدة لم تتجاوز الأسبوع على بدء عرضه.
وقال: «لنر ماذا ستكون ردة فعل السائح، بعد مشاهدته الإعلان. هل سيبقي على قراره أو يحن من جديد إلى ذكرياته في لبنان؟» وأضاف بأنه ومهما حصل على الأرض لا يمكن أن يلغى دور لبنان الريادي في مجال السياحة أو أن يفقد ثقة الناس به»، مشيرا إلى أن «نسبة ضئيلة من السياح العرب التزمت بقرارات دولها بعدم التوجه إلى لبنان لم تتجاوز الـ20%».
ويأتي هذا الإعلان ضمن حملة اعتمدتها وزارة السياحة لتحريك عجلة الوافدين، في ظل التوصيات التي عممتها دول الخليج وغيرها على مواطنيها بعدم التوجه إلى لبنان بسبب تردي الأوضاع السياسية والأمنية فيه.
«بيقولوا تجنبوا لبنان ليش في أحلى من لبنان؟» هو العنوان العريض الذي يرافق عرض هذا الإعلان الذي انتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي تزامنا مع عرضه على شاشات التلفزة المحلية وعلى الملصقات الإعلانية الموزعة على طرقات لبنان والذي يقدم بشكل بسيط وجذاب منتجا ترويجيا راقيا اعتمد على فكرة أساسية هي: كل شيء ممنوع هو مرغوب.
أرادت شركة الإعلان المنتجة له (impact bbdo) أن يحفز مشاهده على زيارة لبنان من خلال نص واقعي ربط بين الممنوع والمرغوب من جهة وبين توضيحات إيجابية لمسلمات سلبية، من ناحية ثانية.
«بيقولوا ابعدوا عن الخلافات.. بس في أحلى من الديمقراطية» هي واحدة من العبارات التي استخدمها الإعلان لتحويل اهتمام المشاهد أو المستمع إلى مقلب آخر يرتكز على ضرورة أخذ الأمور السلبية التي تتردد عن لبنان إلى منحى أكثر انفتاحا وإيجابية فلا يلغي جمالية وخصوصية طبيعته أو حرية التعبير التي يتمتع بها أهله.
حاول الإعلان طيلة مدة عرضه التي تبلغ 60 ثانية (دقيقة واحدة) والتي يظهر فيها الفنانان عاصي الحلاني ويارا في مشاهد مختلفة. فنرى الأول وهو يرتشف فنجان قهوة عربية ويارا تتلذذ بتناول «المازة» اللبنانية المعروفة، لجذب انتباه المشاهد من خلال الصوت والصورة معا. الإعلان مصور بتقنية عالية والنص محبوك بكلمات ذات إيقاع سهل يستميل السمع دون اللجوء إلى أي مبالغة، وقد جملته موسيقى الرحابنة منذ اللحظة الأولى.
ويرى كريم دياب، مدير الشركة المنتجة للإعلانات صاحبة الفكرة ومنفذتها بأن القائمين على الإعلان حاولوا تقديم فكرة جديدة غير مستهلكة من حيث الصورة فاختاروا مواقع سياحية جديدة للبنان، حيث صور الإعلان في الشوف والبقاع مثلا وأبقى على بعض الأماكن المعروفة مثل تلفريك جونية.
واعتمد على صورة نجمين معروفين على الساحة الغنائية عربيا ومحليا ألا وهما يارا وعاصي الحلاني اللذان يشهد لهما بفنهما الراقي. وأضاف دياب في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نعلم أن طبيعة الإنسان تجذبها منذ طفولتها كل ما يمنع عنها ولذلك استخدمنا هذه المتضادات في النص الإعلاني، كالتي تقول مثلا (بيقولوا ما لازم نتأخر بالليل بس في أحلى من السهر) أو عبارة (بيقولوا كثرة الأكل بتضر بس في أحلى من الأكل) فلعبنا على بعض العادات التي تشكل نقطة ضعف لدينا». وختم بالقول: «هي رسالة بسيطة أردنا أن نقول فيها: «اتركونا نعي، لا أكثر ولا أقل».
أما الصعوبة الوحيدة التي واجهها منظمو الحملة الإعلانية فهو توقيتها، إذ كانت الأحداث السياسية والأمنية تتسارع على الأرض دون أن تترك المجال للإعلان رسميا عن استراحة إعلانية من هذا النوع. إلا أن وزارة السياحة عادت واقترحت عرضه على شاشات التلفزة ليتم بعدها إطلاقه رسميا في مؤتمر صحافي خاص به.
يذكر أن الإعلان الذي أخرجه جاد عواد من المتوقع في المرحلة الثانية من حملته الإعلانية أن يعرض على شاشات التلفزة العربية وعلى الإذاعات المحلية إضافة إلى الصحف والمجلات.
وينتهي الإعلان بإطلالتين، واحدة للفنانة يارا تقول فيها: «بيقولوا تجنبوا لبنان» فيظهر بدوره الفنان عاصي الحلاني ليرد قائلا: «ليش في أحلى من لبنان؟».