باخضرارها السرمدي وابيضاض ثلجها الناصع واحمرار قرميد دورها الفريد ، تفتح إفران ذراعيها لاستقبال زائريها، أجانب أو مغاربة، اختاروا ولوج أبواب المدينة الساحرة لتعيش لحظات أو أياما في كنف طبيعة خلابة ووسط أجواء حميمية من الدفء الأسري العارم. إن مدينة إفران تعد وجهة سياحية مفضلة تقصدها العائلات من مختلف الأعمار لتوفرها على جميع المؤهلات والشروط السياحية والترفيهية التي تستهوي الأطفال والآباء والأجداد لكونها تتمتع بطابع خاص يختلف عن باقي الوجهات السياحية المغربية من حيث هندستها المعمارية ومناخها المختلف وسحر طبيعتها.
إنها مدينة تتوفر حقا على مناظر بانورامية خلابة تتمثل في مجموعة من المواقع السياحية من مناظر طبيعية وإقامات سياحية وبنيات تحتية تستجيب لمتطلبات السياحة العائلية، فتنوع الخصائص الطبيعية جعلها، حسب السيد رشيد إهدام المندوب الإقليمي للسياحة بإفران ، وجهة سياحية بامتياز وقطبا للسياحة العائلية بالدرجة الأولى.
وأكد السيد إهدام ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن السياحة العائلية بإقليم إفران تشكل 80 في المائة من السياحة الداخلية نظرا لتوفره على مقومات هذا النوع من السياحة إذ يتوفر على 60 موقعا سياحيا من مؤهلات طبيعية وموارد مائية (عين فيتال ورأس الماء وخادم وعربي والنقرة..) وبحيرات (بحيرة ضاية عوا وحشلاف وإفرح.. ) وفضاءات غابوية (خرزوزة وعائشة امبارك وتومليلين..) ، فضلا عن مناظر خلابة قل نظيرها كمنظر يطو وتيزي أوغماري ، إضافة الى مواقع أركولوجية طبيعية كالصخور ومغارات تايساويت وبوتاغروين وجبل بنيج..).
وفضلا عن توفرها على 15 وحدة مصنفة للإيواء تتوزع على فنادق وإقامات فندقية ودور للضيافة ومآوي وملاجئ وضيعات للضيافة ومخيمات مصنفة، تتميز مدينة إفران التي يتراوح علوها ما بين 1600 و2000 متر ، بمناخ معتدل ومناطق رطبة تجعلها قبلة لممارسة رياضات متنوعة كرياضة التزحلق على الثلج خصوصا بميشليفن وهبري والقنص والصيد ورياضة ألعاب القوى. وأشار السيد إهدام، من جهة أخرى، إلى أن ما يميز إقليم إفران كونه أيضا معروف كوجهة للسياحة الاجتماعية التي تدخل في اطار السياحة العائلية وذلك من خلال تواجد مجموعة من مراكز الايواء والاستقبال والاستجمام التابعة لمختلف مؤسسات الاعمال الاجتماعية التابعة للقطاعين العام والخاص.
وأبرز أن السياحة العائلية عرفت تطورا ملموسا بفضل إنجاز مجموعة من المشاريع السياحية منذ سنة 2008 في إطار برنامج ” بلادي” الذي كانت أطلقته وزارة السياحة ضمن رؤية 2010 الرامية إلى تطوير قطاع السياحة بالمغرب عبر إنجاز ثمانية مشاريع سياحية بعدد من المدن منها إفران، مشيرا إلى أنه تم في هذا الإطار خلق مجموعة من مؤسسات للإيواء على مساحة 40 هكتار لإنعاش السياحة الداخلية وتطوير السياحة العائلية.
كما تم، حسب السيد إهدام، في إطار البرنامج – العقدة الجهوي للتنمية السياحية لجهة مكناس تافيلالت? الذي يدخل في إطار رؤية 2020 السياحية والذي تم توقيعه مؤخرا بمكناس، برمجة 13 مشروعا سياحيا بغلاف مالي يقدر ب 823 مليون درهم والتي ستساهم في تطوير السياحة العائلية.
وأضاف أن هذه المشاريع ستساهم، فضلا عن تطوير السياحة العائلية، في الحد من الإقبال الكبير على وحدات الايواء غير المهيكل الذي يقوم على كراء شقق ومنازل تابعة للخواص من طرف الوافدين على مدينة إفران، مبرزا في هذا السياق أن مندوبية السياحة وبتنسيق مع السلطات المحلية تقوم بمحاولات لإيجاد حلول من أجل تسوية وضعية الإيواء غير المقنن الذي يشكل منافسة غير مشروعة بالنسبة للقطاع الفندقي المهيكل وفق منطوق القانون 61/00.
وأبرز أنه تم خلال السنة الماضية تسوية وضعية أكثر من 95 في المائة من الإيواء غير المصنف حيث تم تصنيف 10 وحدات للإيواء غير المهيكل من أصل 14 وحدة. كما أن الرفع من الطاقة الايوائية في أفق 2016 سيساهم في الحد من الإيواء غير المصنف مما سيشجع الوافدين على مدينة إفران على اختيار الوحدات السياحية المصنفة.
وحسب مندوبية السياحة فإنه توافد، خلال سنة 2012، على مختلف مؤسسات الايواء المصنف باقليم إفران 84 الف و399 سائح ، أي بارتفاع بلغ 38 في المائة وبتسجيل 175 الف ليلة مبيت أي بارتفاع 53 في المائة وذلك مقارنة مع 2011 .