أعلنت وزارة السياحة والآثار العراقية، امس السبت، عن استعادتها مخطوطة أثرية “نادرة” للعالم العربي المعروف أبو بكر الرازي كانت قد سرقت من البلاد بعد أحداث سنة 2003، مؤكدة أن ذلك تم وفقاً لما أقرته المنظمات الدولية بشأن ضرورة إعادة الممتلكات الثقافية العراقية “المنهوبة”.
وقال وزير السياحة والآثار العراقي، لواء سميسم، في حديث إلى (المدى برس)، إن “الوزارة تمكنت بالتعاون مع وزارة الخارجية من استعادة مخطوطة أثرية نادرة تعود إلى المؤلف والعالم والطبيب والكيميائي المعروف أبي بكر محمد بن زكريا الرازي، تحمل عنوان دفع مضار الأغذية”، مشيراً إلى أن “المخطوطة التي تتألف من أكثر من 600 صفحة سرقت بعد من مكتبة الأوقاف في أحداث سنة 2003”.
وأضاف سميسم، أن “مخطوطة الرازي حفظت في خزائن المتحف الوطني العراقي في بغداد”، مبيناً أن “استعادة هذا الإرث التاريخي العظيم يأتي ضمن مباردة الوزارة والالتزام بالقانون الدولي وما أقرته المنظمات الدولية بشأن ضرورة إعادة الممتلكات الثقافية العراقية المنهوبة”.
يذكر أن الرازي قام بتأليف هذا الكتاب للأمير أبي العباس أحمد بن علي، ويتكون من 19 باباً، يتحدث فيه عن منافع العديد من أنواع الطعام، فضلاً عن مضارة والأحوال التي ينبغي فيها تناول كل نوع، وما يناسب الأجسام في أيام المرض.
وكانت وزارة السياحة والآثار العراقية أعلنت، في (الـ13 من حزيران 2013 الحالي) عن موافقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، على تجديد عضوية العراق في لجنة إعادة الممتلكات الثقافية التابعة للمنظمة، وبينت أن هذا “التجديد” جاء بعد جهود بذلتها الوزارة مع المنظمة الدولية لإعادة آثار العراق “المهربة”.
كما أعلنت الوزارة، في (الـ18 من شباط 2013)، عن وضع خطة ستراتيجية بالتنسيق مع الجهات الوطنية المختلفة لاسترجاع الآثار التي سرقت بعد سنة 2003، وكشفت عن نيتها تنظيم مؤتمر عالمي لحشد التأييد لقرار يجرم المتاجرة بالقطع الأثرية العراقية.
وتعرضت الآثار العراقية لأوسع عملية نهب بعد أحداث سنة 2003، مما أدى إلى اختفاء عشرات الآلاف من القطع التي “لا تقدر بثمن” من المتحف الوطني بالعاصمة بغداد ومواقع أخرى في أنحاء البلاد، واستعاد العراق مطلع 2010 نحو 1046 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية كانت ضمن قطع كثيرة هربت في أوقات مختلفة، وتم بيع أسطوانات تعود للحضارة السومرية في مزاد (كريستي) العلني في مدينة نيويورك بعد أن سرقت في أعقاب حرب الخليج الأولى عام 1991، كما أن عمليات سرقة الآثار ما تزال قائمة لا سيما في المناطق النائية التي تكثر فيها التلال الأثرية وتفتقر إلى الحماية الأمنية.