الاثار العالمية الاثار العربية المتاحف والمعارض

معرض في تل أبيب ينبش مجددا ذكريات عملية عينتيبي في أوغندا

image

 

معرض في تل أبيب ينبش مجددا ذكريات عملية عينتيبي في أوغندا

أحد متقاعدي الموساد ينبش ذكريات عملية عينتيبي ويبحث عن الأغراض الخاصة بالرهائن والمقاتلين المشاركين بالعملية

من معرض عملية يونتان لتحرير الرهائن الإسرائيليين في عينتيبي

في الـ 13 من تموز/يوليو 1976، بعد أيام من عملية تحرير المختطفين الإسرائيليين في عينتبي، أرسل رئيس هيئة الأركان في الجيش الإيراني رسالة إلى رئيس بعثة الموساد في إيران، رؤوبين مرحاف: “أرجو أن تنقل التهاني الصادقة وتقديري للنجاح العسكري والاستخباراتي الباهر الذي حققته العملية”، كتب المسؤول الإيراني لنظيره الإسرائيلي في الفترة التي ربطت بين الدولتين علاقات دبلوماسية. ووصف المسؤول الإيراني جنود الجيش الإسرائيلي “جنود كوماندوس شجعان” وعمليتهم العسكرية “إنقاذ حياة أبرياء”، كما وصف أفعال منفذي عملية الاختطاف بأنها “وحشية” و”غير إنسانية”. وفي النهاية طلب المسؤول الإيراني نقل تعازيه لـ “الموت المقدس” لقائد قوة الإنقاذ، يوني نتنياهو شقيق رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو.

وجرى التحفظ على هذه الرسالة في أرشيف الموساد، وعثر عليها في الفترة الأخيرة من قبل أحد العاملين السابقين في الموساد أفنير أفراهام خلال عملية بحث وتحقيق تحضيرًا لمعرض حول “عملية يونتان”. وكان أفنير قد استخدم في السابق موادًا تخص الموساد في عدة معارض تاريخية قام هو بنفسه بتنظيمها، مثل المعرض الذي نظمه حول اختطاف آيخمان والذي عرض أمام الجمهور الواسع.

وفي الأشهر الأخيرة بحث أفنير في أرجاء البلاد والعالم وداخل الموساد نفسه عن مواد خاصة بالعملية بما في ذلك عن صور وأمور أخرى مرتبطة بالعملية. وروى أفنير: “سألت كل المتقاعدين من الموساد حول علاقة كل منهم بالعملية”، وأضاف: “انتقلت من مقاتل إلى آخر، في البداية قالوا لي إنه لا يوجد أي شيء، ولكن رويدا رويدا بدأت الأغراض تطفو، من صور وتسجيلات”، ولا يزال جزءا من المواد سريًا، فيما سيتم عرض الباقي في معرض سينظم في الـ 10 من شهر تموز/يوليو في مركز إسحاق رابين في مدينة تل أبيب.

ومن ضمن الأمور التي سيشملها المعرض الذي يحضّر له أفنير كيسًا من النايلون كتب عليه: “المحال التجارية الحرة في أوغندا”. وحافظ اثنان من المخطوفين في عينتبي وهما جانيت وعزرا ألموغ على الكيس منذ تلك الفترة. وعندما اختطفت الطائرة قام الخاطفون بتصنيف المسافرين وبعد ذلك قاموا بإطلاق سراح غير الإسرائيليين. وكانت جانيت، المواطنة الأمريكية قد فضلت البقاء مع زوجها. وفي مرحلة معينة طلب المختَطَفون الإسرائيليون الحصول على مواد خاصة بالحمام والنظافة وقد جاء الخاطفون بهذه المنتوجات وهي بداخل كيس. وكان الكيس المذكور قد ظهر أيضا في الصورة التي تم توثيقها بعد وصول المختطفين إلى إسرائيل، وقام الزوجان بعرض الكيس المذكور في الأمسيات التراثية التي عقدت في القرية التعاونية “الكيبوتس” الذي يعيشان به، وفيما بعد منحاه لأفنير أبراهام.

وسيشمل المعرض أيضا على أدوات الصلاة الخاصة بعاكيفاه لاكسر، والذي كان في طريقه لمشاهدة أولمبيادة مونتريال. وقبل 4 سنوات من اختطاف الطائرة كان لاكسر شاهدا على عملية ميونخ. وقام الخاطفون بالبحث في أغراضه وعندما وجدوا أدوات الصلاة الخاصة به نظر إليه أحد الخاطفين وسأل ما إذا كانت مربوطة بجهاز بث لاسلكي. ويروي لاكسر أنه أجاب سائله: “نعم، هذا جهاز لاسلكي مع الله، نحن نصلي من خلاله”.

ونجح لاكسر في تهريب بطاقة عمل شخصية كانت موجودة في المراحيض وسجل عليها عدة كلمات. وقام لاكسر بمنح البطاقة لأحد المختطفين الأجانب الذين تم الإفراج عنهم وهو بيتر ربينوفيتش من نيويورك وطلب منه إرسالها إلى والديه: “إلى أمي وأبي الأعزاء، سلام وقبلات من أوغندا. سنلتقي قريبا، لكم مع محبتي، عكيفا”. وبعث ربينوفيتش البطاقة وأرفق لها رسالة قصيرة باللغة الإنكليزية: “الأصدقاء الأعزاء، كنت في الطائرة مع عكيفا وبعد ذلك أفرج عني. لقد منحني هذه البطاقة لأرسلها لكم. وضعه الصحي جيد وكذلك أيضا معنوياته… كلي أمل أنه الآن عاد ليكون بينكم”.

وأجرى أفراهام اتصالات مع جنود شاركوا في العملية. أحدهم كان من وحدة 8200 وقد روى أنه كان جزءا من طاقم اللاسلكيين الـ 14 الذين تحدثوا بلغات كثيرة من بينها العربية، العبرية، الألمانية وغيرها، وتواجدوا في طائرة كانت فوق مطار أوغندا. واستمع الطاقم وتنصتوا على كل ما يجري في برج المراقبة في المطار، ووصفوا كل ما يجري على الأرض خلال هبوط جنود الجيش الإسرائيلي في المطار. وفي طائرة أخرى تعقب جندي آخر من الوحدة 8200 حركات زعيم أوغندا، عيدي أمين والذي أجرى المفاوضات مع إسرائيل من جزيرة مورتيوس.

ومن خلال صور وصلت إلى أفراهام يمكن مشاهدة الصور الجوية للمطار في أوغندا. وقبل توجه القوات الإسرائيلية لتنفيذ العملية، بدأ الجيش الإسرائيلي والموساد بجمع المعلومات عن المطار الذي شيدته شركة “سوليل بونيه” الإسرائيلية. وبعث الموساد من جانبه طيارًا لتصوير المطار من الجو. وفي نيروبي، عاصمة كينيا، قام الموساد باستئجار طائرة خفيفة وصلت إلى عينتبي. وعندئذ أخبر الطيار برج المراقبة أنه وبسبب خلل فني فإنه مضطر للبقاء في الجو لفترة من الزمن، وقد استغل الطيار ذلك الوقت وقام بتصوير المطار.

فيما بعد، عاد الطيار إلى نيروبي وبعث الصور إلى إسرائيل. وقام الرجل الذي قام بتحميض الصور بإجراء اتصال مع أفراهام وروى أنه قام بتوزيع الصور على الجنود وهم على متن الطائرات، قبل توجههم لتنفيذ العملية. وحتى أن المشاركين في الجلسة الحكومية الدرامية في ذلك اليوم حصلوا على نسخ منها: رئيس الموساد يتسحاق حوفي قام بعرض الصور على رئيس الوزراء في تلك الفترة يتسحاق رابين. وأضاف: “لاحظ رابين أنه لا يوجد صواريخ مضادة للطائرة أو أي عوائق في مسار الطائرات ووافق على العملية”. وروى المقاتلون في وحدة الكوماندوس الإسرائيلية “سييرت متكال” أن الصور ساعدت في تحديد مكان هبوط الطائرات وتمركز القوات ميدانيا داخل المطار. وفي صورة أخرى، عثر عليها مهندس الطيران في الطائرة، يظهر قائد العملية دان شومرون وهو في الطائرة بطريق عودته إلى إسرائيل”.

وقام الموساد والجهاز الفرنسي الموازي له بالتحقيق مع المختطفين الأجانب بعد الإفراج عنهم. وقام المختطفون بمنح أوصاف منفذو العملية، والذين كان بينهم ألمانيًا، كما وأخبروا المحققين حول عدد الخاطفين والأسلحة التي بحوزتهم وحول مبنى المطار وقاعة الانتظار. وروى أفراهام: “نقلت المعلومات من خلال برقيات إلى البلاد، من خلال مكالمات تلفونية مشفرة لمكتب رئيس الموساد، وذلك من خلال طائرات إل عال التي حملت البريد الدبلوماسي”. وكتب في إحدى الرسائل: “المخرب رقم 3. الوصف: أشقر وهو لا يبدو عربيا. ادعى أنه فلسطينيا. عينيه مشرقتين، حواجبه مدورّة ولديه شهر طويل حتى كتفيه”.

إلا أن أفراهام لم ينجح في العثور على أمر واحد: سيارة المرسيدس التي تحركت القوة بواسطتها من الطائرة إلى قاعة الانتظار، والتي كان من المفروض أن تكون بمثابة سيارة عيدي أمين: “عندما طرحوا فكرة إحضار سيارة مرسيدس تم إلقاء المهمة على الموساد. بالضبط في مثل القضايا يتلقى الموساد وصف “الأدوار الخاصة” التي كانت ملقاه على عاتقه. وفي النهاية عثروا على المرسيدس ولكنها لم تكون سوداء، وعندها قاموا بإحضار كمية كبيرة من علب رذاذ الدهان وقام رجال الموساد بطلاء السيارة لتبدو كسيارة عيدي أمين”.

بمساهمة: صحيفة هآرتس

الاقسام

اعلانات