الاثار العالمية المتاحف والمعارض

متحف في برن يقبل “الهدية” المثيرة للجدل

متحف برن للفنون الجميلة
متحف برن للفنون الجميلة
أعلن متحف برن للفنون الجميلة (الصورة) عن قبوله بتسلم مجموعة غورليت للأعمال الفنية المثيرة للجدل طبقا لوصية كورنيليوس غورليت. (Keystone)

أعلن متحف الفنون الجميلة في برن أنه سيقبل مجموعة الاعمال الفنية المثيرة للجدل التي كانت مخبأة بعيدا عن الأنظار حتى وقت قريب من قبل كورنيليوس غورليت، إبن أحد تجار الأعمال الفنية المتعاونين مع النظام النازي. وقد أوصي بهذه الأعمال إلى المتحف بعد وفاة غورليت في شهر مايو 2014، ما حوله إلى الوريث الوحيد لهذه الأعمال.

وستواصل ألمانيا التحقيق بِشأن هذا الكنز الفني للبحث عن مصدر هذه اللوحات والرسوم والمخططات التي يزيد عددها عن 1200 قطعة، وسوف تلتزم برلين بتغطية أي تكاليف قانونية أو أي مطالبات تُرفع في وجه المتحف من طرف ورثة العائلات اليهودية التي فرّت من النازيين.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الإثنين 24 نوفمبر في برلين، قال كريستوف شوابلن، رئيس مجلس إدارة مؤسسة المتحف معلقا على هذه الخطوة: “لم يكن هذا قرارا سهلا”، ومضيفا بأنه لا يوجد أي شعور بالإنتصار نظرا “للتاريخ (الشائك) الذي يُحيط بهذه المجموعة الفنية”.
وأوضح شوابلن أن اعتراض احد أبناء عمومة غورليت على الوصية لن يؤثّر على قرار المتحف بقبول هذه الأعمال. وأعلن أن المتحف سوف يضع في متناول الجمهور العديد من المراسلات التجارية الصادرة عن غورليت خدمة للشفافية.

وفي الوقت الحاضر، يُحتفظ بهذه الأعمال الفنية، التي تقدّر قيمتها بمئات الملايين من الفرنكات، في “مكان ما” ببرلين. وحتى الآن تم التعرّف بالفعل على ان ثلث محتوى هذه المجموعة قد تمت مصادرته من أصحابه الشرعيين.
من جهتها، أشارت وزيرة الثقافة الألمانية مونيكا غروتيرّ خلال المؤتمر الصحفي إلى أن “مصدر أزيد من 240 قطعة لا يزال غامضا”.

وقد شكّل الإعلان عن هذه الوصية لصالح متحف الفنون الجميلة في العاصمة السويسرية برن في شهر مايو الماضي مفاجأة كبرى، على عكس القرار الذي أعلن عنه المتحف اليوم (الإثنين 24 نوفمبر 2014)، حيث أوردت العديد من وكالات الأنباء قرار قبول المتحف بهذه الوصية منذ يوم الجمعة الماضي، نقلا عن “مصادر موثوق بها”، على الرغم من حرص متحف برن ووزارة الثقافة الألمانية على عد تأكيد الخبر.
وكان أمناء مجلس إدارة المتحف السويسري قد طلبوا بعض الوقت لدراسة التداعيات القانونية والآثار الأخلاقية لهذه الوصية التي بالإمكان أن تكون منطلقا ومحفّزا لظهور مئات من المطالبات من أحفاد ضحايا النازية الذين يريدون استرجاع تلك الأعمال الفنية بدعوى أحقيتهم بها.
وأعلن متحف برن للفنون الجميلة التزامه باحترام “مدوّنة مبادئ واشنطن” المنظّمة لعملية استرجاع الأعمال الفنية التي نهبها النظام النازي، والتي تمت المصادقة عليها في عام 1998 من طرف 44 بلدا (من بينهم سويسرا)، وهي تدعو إلى إعادة الأعمال الفنية المنهوبة من طرف النازيين إلى أصحابها الحقيقيين.

تصدّر عناوين الصحف العالمية

للتذكير، انطلقت هذه القضية المثيرة، التي سلّطت الضوء على التحديات والعراقيل التي تحيط بعملية التعامل مع الأعمال الفنية المنهوبة، في عام 2010 عندما أوقفت الشرطة بشكل عشوائي، كورنيليوس غورليت وهو متقاعد ألماني، وابن أحد تجار الفن الذين كانوا متعاونين مع هتلر، عندما كان على متن قطار عائدا إلى ألمانيا من سويسرا ووجدته مُحمّلا بآلاف اليورو.

وفي البداية، شكّت السلطات الألمانية في احتمال كونه أحد المتهرّبين من دفع الضرائب، فداهمت شقّته في ميونيخ، لكن أعوان الأمن فوجئوا بالعدد الكبير من الأعمال والروائع الفنية التي كانت تحتويها مثل اعمال بيكاسو، ورينوار، وماتيس، والتي قدّرت قيمتها بعدة مئات من ملايين الفرنكات.

وعندما تم الإعلان عن هذا الاكتشاف في عام 2013، تصدّرت هذه الحادثة عناوين الصحف في شتى أنحاء العالم، وخاصة بعد أن تم الإعلان أن متحف برن للفنون الجميلة أنه سيكون وريث كل تلك الأعمال بعد وفاة كورنيليوس غورليت.
swissinfo.ch مع الوكالات

الاقسام

اعلانات