مقالات

“معبد خنسو” معبود القمر في الأقصر.. صرح أثري حفظه الزمن.. وألوان مقاصيره لا تزال محتفظة ببهائها

39

يعد معبد المعبود “خنسو”، ابن المعبود “رع”، من أجمل وأروع المعابد الموجودة في الكرنك، خاصة أن كلمة خنسو تعني “القمر”، أي أنه معبد “إله القمر”، ويعود تاريخه إلى الأسرة 20، حيث بناه رمسيس الثالث وأكمله كاهنا آمون “بانجم وحريحور”، ويعتبر أجمل مثال لمعابد الدولة الحديثة، خاصة أنه مكتمل العناصر ولاتزال مقاصيره الإثنى عشر تحتفظ بألوانها الزاهية.

 يقع المعبد في نطاق منطقة الكرنك مباشرة شمال الباب الصرحي الذي بناه بطليموس الثالث إرجيتس المعروف بباب العمارة ويبلغ ارتفاعه 21 مترا (68 قدما) وهو من أروع أمثلة الزخرفة في العمارة البطلمية التي عثر عليها في الأقصر.

ومعبد خنسو صرح حفظه الزمن جيدا بجدرانه وسقفه التي لم تمس، وربما بدأه أمنحتب الثالث في الأسرة الثامنة عشرة ثم وسعه وأفاض عليه برسوم حكام تلوا، خصوصا الحكام الرعامسة، حيريحور (كاهن آمون الأعظم)، وبنجم، والأخيران كانا مسئولين عن بناء بوابة المعبد وساحتها التي تحيط بها الأعمدة.

ويعتبر معبد خونسو صرحا مهما لعلماء المصريات لأنه واحد من المعابد القليلة التي تقدم إشارة معاصرة إلي التغيرات الخطيرة التي طرأت على مصر في نهاية الدولة الحديثة، حيث كان رعمسيس الحادي عشر آخر ملوك الأسرة العشرين وشهد عصره انهيار ثروات مصر,وكانت العلاقات الخارجية منهارة وانعدمت التجارة، وواجه الحكومة كساد اقتصادي وحروب أهلية.

ولا يكاد رعمسيس الحادي عشر، الذي كان يقطن في الشمال، يحكم مصر الدنيا، أما صعيد مصر فكان في أيدي كاهن آمون الأعظم، وهو ضابط عسكري سابق يدعى حريحور، تقلد العديد من الألقاب العليا بما في ذلك لقب الوزير، وقد زعم حريحور أنه كان بصدد إعادة تأسيس “الحكم الإلهي” في الأقصر وإعادة مصر إلى سابق مجدها، وخنسو في الأقصر كان ربا شعبيا بصورة خاصة في هذا الوقت وربما أكبر شعبية من آمون، واختار حريحور معبد خونسو مكانا ليحيي ذكرى هذا التغير في الإدارة.

الاقسام

اعلانات