مقالات

القابل .. تنوع في التضاريس بين الكثبان الــــرملية والجبال الشاهقة والأودية المنخفضة

4

تتخللها مساحات خضراء وعيون مائية –

89 قلعة وحصنا مبنية من الجص العماني أبرزهـــــــا القابل والشرقية والدريز  –
تعتبر ولاية القابل من أهم الولايات بمحافظة شمال الشرقية فهي أحد الرموز في تاريخ عمان المتوغل منذ القدم كما أنها تمتاز بتاريخها الطويل وتراثها العريق وما الحصون والقلاع والأبراج التي تزخر بها الولاية إلا خير شاهد على مكانتها.
موقع الولاية

2

تقع ولاية القابل في الجزء الشرقي من محافظة شمال الشرقية على الطريق الرئيسي بين مدينة مسقط ومدينة صور حيث تبعد حوالي 200 كم عن مدينة مسقط و(125) كم من مدينة صور تحدها من جهة الشرق ولاية وادي بني خالد ومن جهة الجنوب ولاية بدية ومن الشمال ولاية إبراء ومن الشمال الشرقي ولاية دماء والطائيين ومن الغرب ولاية المضيبي.

المساحة والسكان

تقدر مساحة ولاية القابل بـ (192) كم٢ تقريبا ويبلغ عدد سكانها حوالي ( 16600 ) فهي تمتاز بتنوع تضاريسها بين الكثبان الرملية والجبال الشاهقة والأودية المنخفضة التي تتخللها المساحات الخضراء والعيون المائية الجارية.

مهنة السكان

يمارس أهالي الولاية مختلف الوظائف الحكومية بجانب اهتمامهم بالمهن الأخرى إذ أن هناك فئة كبيرة تساهم في بناء الاقتصاد الوطني وتنميته من خلال المشاريع المختلفة بالقطاع الخاص إضافة إلى مهنة الزراعة والرعي وغيرها وذلك تحقيقا للهدف الذي نصبو إليه جميعا وهو ضرورة أن يتحمل المواطن العماني العبء الأكبر في بناء هذا الوطن الغالي الذي نعيش على ترابه تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه.

شعار الولاية

اتخذت ولاية القابل من الخيل شعارا لها وتشير بعض المصادر إلى أن مدلول واختيار هذا الشعار جاء من منطلق العدد الكبير من الخيول العمانية الأصيلة التي كانت تتميز بها الولاية على مستوى محافظة شمال الشرقية حيث كان هناك عدة أفخاذ من قبيلة الحرث وخاصة المشاهير منهم لا بد لهم من اقتناء خيول كثيرة على أن يكون لكل فخذ فرس أو حصان مشهور باسمه.

الآثار والتراث

يعتبر تراث ولاية القابل هو جزء لا يتجزأ من تراث عماننا الغالية فهي تتميز بتراثها العريق وذلك من خلال ما تملكه من مبان أثرية قديمة ذات الجمال المنفرد الذي أبدع فيه وبحق المهندس العماني من خلال صياغة الأقواس والزخرفة والنقوش الجميلة حيث يوجد بالولاية ما يزيد عن 89 قلعة وحصنا بما في ذلك القصور والبيوت الأثرية المبنية من الجص العماني والتي تتوزع في مختلف القرى والبلدات فهناك العديد من القلاع والحصون التي أخذت شهرة واسعة ليست على مستوى الولاية فحسب بل على مستوى السلطنة منها على سبيل المثال قلعة القابل التي تقع في مركز الولاية والتي بنيت في عام 1162هـ وتليها القلعة الشرقية التي بنيت عام 1230هـ الواقعة في بلدة المضيرب والتي يحيط بها سور تقدر مساحته الإجمالية بمئات الأمتار ويقع بهذا السور أربعة أبراج من مختلف الجهات وقلعة الدريز التي بنيت عام 1220 فقد أشار بعض العلماء والمؤرخين إلى أن أقدم بلدة بولاية القابل هي بلدة النبأ بمنطقة وادي نام وفيها آثار قديمة منها ما يعود إلى ما قبل الإسلام ومن أبرز هذه الآثار بعض من المسكوكات النقدية والمقابر والمساجد والأبراج التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر الميلادي.

مكتشفات أثرية

تم في عهد النهضة المباركة اكتشاف بعض الآثار منها وجود بعض المقابر كالتي بمنطقة الحورى التابعة لقرية فليج الرشاشدة يعود تاريخها إلى حوالي أربعة آلاف سنة حيث أشارت بعض المصادر أنه يوجد بهذه المقابر بعض الموتى الذين دفنوا وهم على هيئة جلوس وهي محاطة بأربعة جدران مبنية من الجص العماني والحصى على ارتفاع متر واحد داخل باطن الأرض إضافة إلى بعض المسكوكات النقدية والأبراج التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر الميلادي.

العـلماء

ومن العلماء الذين اشتهرت بهم ولاية القابل الشيخ راشد بن سعيد بن رجب الحارثي وكان ذلك في زمن الإمام سلطان بن سيف بن سلطان اليعربي وكانت إقامة الشيخ بولاية إبراء حيث أسس جامع إبراء المعروف بجامع ابن رجب والذي أقيمت فيه أول صلاة للجمعة في عهد الإمام عزان بن قيس عام 1286هـ.
جاء بعده نجله الشيخ صالح بن عيسى بن راشد الحارثي والشيخ محمد بن عيسى الحارثي والشيخ سليمان بن حميد بن عبدالله الحارثي وفضيلة الشيخ العلامة المحقق سالم بن حمد بن سليمان الحارثي الذي له مؤلفات عديدة منها: (العقود الفضية في أصول الإباضية ) و(المسالك النقية إلى الشريعة الإسلامية ) و(رسالة النخلة) كما قام(رحمه الله) بتحقيق عدد من الكتب أهمها : منهج الطالبِين في عشرين جزءا ، وبيان الشرع في 72 جزءا والمصنف في 40جزءا.
أما الشيخ سعيد بن حمد بن سليمان الحارثي فله أيضا عدة مؤلفات منها: (إزاحة الأعيان عن لغة أهل عمان) و(اللؤلؤ الرطب) و(نتائج الأقوال) وله أيضا عدة رسائل.

معطيات النهضة المباركة

تعيش ولاية القابل اليوم أزهى عصورها فقد امتدت إليها يد النهضة المباركة في ظل باني النهضة الحديثة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه.

التعليم

نالت الولاية نصيبها الوافر من الخدمات التعليمية التي تغطي جميع مناطقها وقراها فيوجد بها 7مدارس للتعليم الأساسي بمرحلتيه الأولى والثانية ومدرسة واحدة للتعليم العام حيث بلغ عدد الطلبة والطالبات إلى أكثر 4223 طالبا وطالبة للعام الدراسي 2013/2014م.إلى جانب عدد كبير من أبناء الولاية ذكورا وإناثا الذين يتلقون مختلف العلوم في العديد من الكليات والجامعات داخل وخارج السلطنة وذلك بفضل التوجيهات السامية والتسهيلات الحكومية التي غطت كل أسرة من الأسر العمانية في هذا الوطن الغالي العزيز.

الخدمات الصحية

يوجد بالولاية أربع مؤسسات صحية تتمثل في دائرة الخدمات الصحية بالولاية ومركزان صحيان يقدمان خدمات الرعاية الصحية الأولية ووحدة لأعمال استئصال الملاريا ومتابعة الأمراض المعدية وغير المعدية وصحة البيئة وقد توجت هذه الخدمات الجليلة بإنشاء مستشفى إبراء المركزي الذي يبعد عن الولاية حوالي 13كم فقط.

خدمات البلدية

تقوم بلدية القابل من خلال أقسامها المختلفة بأعمال النظافة العامة باعتباره هدفا استراتيجيا يسعى الجميع إلى تحقيقه كما تقوم بخدمات جليلة لعل أبرزها رصف وإنارة معظم الطرق الداخلية بالتعاون مع الأهالي أبرزها تنفيذه طريق قرية شنه الجبلية ولمسافة 16 كيلو مترا طولا وعرضا 6 أمتار إضافة إلى الأكتاف الجانبية وذلك بتكلفة إجمالية تصل إلى حوالي: 2.164200 إلى جانب صيانة الأفلاج وحفر العديد من الآبار لتغذية البعض منها وبناء وتطوير الأسواق المحلية وإنشاء العشرات من المنازل لذوي الدخل المحدود والتخلص من النفايات وتطوير خدمات الصرف الصحي وغيرها من الخدمات الملموسة لدى المجتمع المحلي حيث إن التقدم الكبير الذي تحرزه البلدية يسير في خط متواز مع وعي المواطن وجهوده في مختلف المجالات.

خدمات الكهرباء والمياه

حظيت ولاية القابل بنصيب وافر من خدمات الكهرباء حيث غطت هذه الخدمات مختلف قرى ومناطق وصحاري الولاية بنسبة تصل إلى 98%.
وقد توجت هذه الخدمات بافتتاح مكتب كهرباء مزون الذي يقدم خدماته لعدد من ولايات محافظة شمال الشرقية إضافة إلى محطة الكهرباء التي تغطي هي الأخرى كافة ولايات المحافظة . كما قامت الحكومة بجهود طيبة فيما يتعلق بتوفير المياه الصالحة للشرب من خلال حفر العديد من الآبار والأخذ بأيدي المواطنين حول مد شبكة مياه الشرب إلى المنازل التي غطت العديد من القرى ،إضافة إلى توفير الخزانات وناقلات المياه للمناطق النائية والجهود ما زالت تتطور في هذا المجال فالعمل ما زال متواصلا من الشركة المنفذة لمشروع مد شبكة المياه العامة التي من المؤمل أن تغطي جميع المنازل بمختلف قرى الولاية.

مكتب البريد

يوجد بالولاية مكتب للبريد تم إنشاؤه في منتصف السبعينات حيث يعمل البريد على تقديم الخدمات البريدية للمواطنين والمقيمين في مختلف قرى الولاية ويوفر المكتب أكثر من (250) صندوقا بريديا.

الضمان الاجتماعي

تقدم وزارة التنمية الاجتماعية ضمن خدماتها الجليلة الهادفة إلى تنمية المجتمع المحلي برعاية أسر الضمان الاجتماعي حيث بلغ عدد هذه الحالات حتى سبتمبر 2013م (925) أسرة ضمانية بمختلف قرى ومناطق الولاية تتقاضى حوالي (100996) ريالا عمانيا شهريا إضافة إلى الخدمات الأخرى التي تقوم بها هذه المؤسسة الاجتماعية فيما يتعلق بمختلف الخدمات ذات الخصوصية بالعمل الاجتماعي منها إعداد البحوث الاجتماعية الخاصة بصناديق التقاعد لمختلف المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية ومتابعة ورصد الظواهر المختلفة منها فيما يتعلق بالأطفال المعرضين للإساءة ومتابعة برنامج رعاية المسنين.

الأنشطة الشبابية

حظي قطاع الشباب بعناية خاصة من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – طوال سنوات النهضة المباركة باعتباره قوة الحاضر وأمل المستقبل حيث مثل هذا الجانب بولاية القابل نادي الاتـفاق الذي يقدم خدماته لولايتي القابل وإبراء والذي ينتظر منه أن يقدم الكثير لأبناء هاتين الولايتين في المجالات الثقافية والاجتماعية والرياضية حيث حقق النادي خلال تلك الفترة إنجازات عديدة سواء على مستوى المحافظة أو على مستوى السلطنة.

جمعية المرأة العمانية

لجمعية المرأة العمانية بالقابل دور كبير في تنمية المجتمع المحلي في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والصحية والدينية والاقتصادية فجمعية المرأة بالولاية هي شريك دائم لمختلف المؤسسات الحكومية.

المجال الزراعي والحيواني

وفي المجال الزراعي والحيواني فولاية القابل كغيرها من ولايات السلطنة يهتم سكانها اهتماما كبيرا بالجوانب الزراعية والحيوانية وتأتي النخيل في مقدمة هذا الاهتمام حيث تشير بعض الإحصائيات إلى وجود حوالي91400 من الأشجار المنتجة وأكثر من4250من أشجار الحمضيات بالولاية إلى جانب المزروعات الأخرى وفيما يتعلق بالتسويق يعتمد الأهالي على الأسواق المحلية وتقدم الجهات المعنية مساعدات مختلفة منها القروض الزراعية والمبيدات الحشرية والاستشارات الفنية.
وفي مجال الثروة الحيوانية تعتمد الولاية بشكل كبير على تربية الأغنام والأبقار خاصة في المناطق الشمالية بالولاية مثل شنه، وساقه، والنجد، والراكي، والمناطق الأخرى الحضرية منها والبادية. ويعتمد عدد كبير من مربي الماشية على الدخل من هذه المهنة الشريفة.
وحقيقة أتاحت الأسواق المحلية مثل سوق إبراء وسوق سناو وسوق بدية فرصة طيبة للبيع والشراء فبيع الأغنام شبه يومي بهذه الأسواق.

الأفلاج والعيون

يوجد بولاية القابل حوالي (50) فلجا تمثل كافة قرى الولاية التي تعتمد على ريها في المقام الأول على الأفلاج. وأشهر هذه الأفلاج فلج المضيرب والقابل والدريز وعز والغلاجي وفلج النبأ وفلج العقيدة بقرية بطين.

عيون مائية ومزارات سياحية

ومن أهم العيون المائية بالولاية فهي: بحيرات ساقه التي تقع بمنطقة وادي نام لمسافة 25كم شرقي ولاية إبراء وبفضل اهتمام الحكومة في توفير كافة سبل الراحة للمواطن والمقيم والسائح أصبح الشارع معبدا من ولاية إبراء إلى تلك القرية السياحية الجميلة التي تتميز بوجود عدة بحيرات متواصلة تمثل وسيلة جذب ومزار سياحي نظرا لجمالها حيث إن بعض هذه البحيرات ذات قعر عميق يصعب على أمهر الغواصين من سبر أعماقه وهي ما زالت تحافظ على مياهها حتى الآن رغم ما تتعرض له بعض ولايات المحافظة من جفاف وهي تجمع بين الماء والخضرة والجبال الشاهقة المحيطة بالموقع.
تأتي بعدها عين زرون التي انطمس موقعها عن عيون البشر ويقال بأنها تقع بالقرب من قرية النبأ ولغزارة وفوران هذه العين فقد كان يجري منها فلج اختفى هو الآخر ولعل سبب اختفاء هذه العين يعود إلى الصراعات القبلية القديمة.

معتقدات خاطئة

أما عين مرزوق والتي تقع في الجانب الشرقي من مدينة المضيرب على سفوح الجبال ويقصدها السياح من داخل وخارج الولاية للاستمتاع بالمناظر المحيطة بها ولاعتقادات خاطئة لدى بعض فئات المجتمع الذين يقصدون هذه العين للتبرك بها حيث يقوم البعض بذبح الأغنام كما يحملون أطفالهم الذين لم يتجاوزوا الربيع الأول حيث تقوم العائلة بغسلهم من العين لإبعاد الحسد عنهم.

 

الاقسام

اعلانات