الاثار العربية

مدرسة أثرية موقفاً للسيارات في وسط القاهرة


يتلاشى أثر أحد المباني العريقة في وسط القاهرة شيئاً فشيئاً مع مرور الزمن، بعدما فقد المبنى هويته، وتحول من أقدم صرح تعليمي في حي عريق إلى موقف سيارات.
تُعد مدرسة «سانت فاتيما» للغات في شارع مجلس الشورى في القاهرة، من أقدم الأبنية التعليمية وأشهرها في إعداد النشء، إذ تخرج فيها عدد كبير من الشخصيات العامة وكوادر علمية وأدبية وسياسية كثيرة.
شُيّد مبنى المدرسة في ستينات القرن الماضي على مساحة شاسعة، وعُدّت أكبر صرح تعليمي كبير آنذاك، وتردد عليها أبناء الطبقات العليا والمتوسطة من المحليين والجاليات الأجنبية في مصر.
أسس البناية التعليمية شخص يُدعى لويس، استأجر قطعة الأرض التي شُيّدت فوقها مدرسة «سانت فاتيما»، إلا أن شيئاً ما حدث أعاقه عن سداد رسوم الإيجار الشهري للمالك الأصلي لأرض المدرسة، ما دفع بالمالك إلى إقامة دعوى لاسترداد الأرض في ثمانينات القرن العشرين.
وعقب مرور 36 سنة، تشهد بناية المدرسة الكائنة فوق قطعة الأرض رقم 21 في شارع مجلس الشورى في العاصمة، مراحل عدة ما بين تصدع في الجدران وتساقط وهدم للمبنى الذي بات خراباً لم يتبق منه سوى جدار قائم في عزلة عن الزمن، يتكوّن من عدد من الأحجار الكبيرة، وعُد غير مألوف لدى كثير من قاطني الحي والمارة، نظراً إلى حداثة الأبنية على يمينه ويساره.
الجدار الباقي من مدرسة «سانت فاتيما» في شارع مجلس الشورى يتوسطه باب خشب عتيق تعتليه لافتة دوّن عليها اسم المدرسة باللغة الإنكليزية، وبعرض الجدار اصطفت مجموعة من السيارات لعدد من الموظفين يعملون في بعض المنشآت الحكومية في شارع مجلس الشورى، متخذين من جدارها موقفاً لسياراتهم.
يقول أحد سكان الشارع لـ «الحياة»: «إن قطعة الأرض ملك عشرات الورثة، ويصل نسل بعضهم إلى الشهيد أحمد حمدية (قائد عسكري مصري 1929 -1997)، فيما يشاع أن منهم من يصل نسله إلى القائد العربي صلاح الدين الأيوبي». وعرضت الأرض للبيع منذ عشرات السنين، إلا أن اختلافاً في الرأي بين الورثة حال دون بيعها إلى اليوم.
الحياة

الاقسام

اعلانات