البيئة

العالم يتعهد بإنقاذ كوكب الأرض على الرغم من انسحاب أمريكا من اتفاقية باريس

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستنسحب من اتفاقية باريس للحد من التغير المناخي غضب وإدانة زعماء العالم وقادة أعمال.
أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستنسحب من اتفاقية باريس للحد من التغير المناخي غضب وإدانة زعماء العالم وقادة أعمال.

من توماس إسكريت وفيليب بلينكينسوب

برلين/بروكسل (رويترز) – تعهدت الصين وأوروبا يوم الجمعة بتوحيد جهودهما لإنقاذ كوكب الأرض الذي وصفته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنه “الكوكب الأم” في موقف حاسم مضاد لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.

وأشار زعماء آخرون إلى التزامهم بالاتفاق من بينهم زعماء في الهند فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه لن يحكم على ترامب بسبب قراره على الرغم من أنه يرى أن الولايات المتحدة كان عليها البقاء في الاتفاقية لكنه حذر من تأثير الاتفاق على الوظائف والفقر.

وأعلن ترامب يوم الخميس أن الولايات المتحدة ستنسحب من اتفاقية باريس منفذا بذلك وعدا رئيسيا قطعه خلال حملته الانتخابية.

وقال ترامب، مستخدما رسالة “أمريكا أولا” التي رددها عندما فاز بالرئاسة العام الماضي، إن اتفاقية باريس ستقوض الاقتصاد الأمريكي وستكلف الولايات المتحدة وظائف وستضعف السيادة الوطنية الأمريكية وستضع البلاد في موقف سيئ دائم مقارنة بباقي دول العالم.

لكن القرار قوبل بإدانات من حلفاء لواشنطن وقادة أعمال حول العالم.

وقالت فرنسا إنها ستعمل مع مدن وولايات داخل الولايات المتحدة، التي اعترض بعضها على قرار ترامب وأبرزها كاليفورنيا، لمواصلة الجهود الخاصة بمكافحة التغير المناخي.

وانتقد عدد من الشركات ورواد الأعمال والقطاعات الصناعية قرار ترامب فيما ركز آخرون على ما قد يعنيه قراره بالنسبة لتجارتهم.

وقال قطاع صناعة السيارات الألماني الضخم إن أوروبا تحتاج لإعادة تقييم معاييرها البيئية للبقاء في موقف منافس بعد القرار الأمريكي “المؤسف”.

وقدر مسؤول من منظمة الأرصاد العالمية التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة أن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ قد يزيد درجات الحرارة العالمية بواقع 0.3 درجة بحلول نهاية القرن في أسوأ سيناريو محتمل.

وقالت ميركل، وهي ابنة قس تلتزم عادة بالخصوصية فيما يخص معتقداتها الدينية، إن الاتفاقية مطلوبة “للحفاظ على وجودنا”.

ومضت قائلة وسط تصفيق النواب “إلى كل من يهمه مستقبل كوكبنا أقول: لنواصل السير في هذا الطريق حتى ننجح من أجل الكوكب الأم”.

وفي باريس استخدم الرئيس إيمانويل ماكرون شعار ترامب خلال حملته الانتخابية الذي يقول “لنجعل أمريكا عظيمة مجددا” وقال إن الوقت قد حان “لنجعل الكوكب عظيما مجددا” في بيان نادر باللغة الانجليزية.

* الصين وأوروبا معا

هيمن قرار ترامب على اجتماع كان محددا سلفا يوم الجمعة بين رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ ومسؤولين بارزين في الاتحاد الأوروبي في بروكسل.

وسيختتم الاجتماع ببيان مشترك يتعهد بالتنفيذ الكامل لاتفاقية باريس ويلزم الصين والاتحاد الأوروبي بخفض استخدام الوقود الإحفوري وتطوير المزيد من التكنولوجيا الصديقة للبيئة والمساعدة في جمع 100 مليار دولار سنويا حتى عام 2020 لمساعدة الدول الأفقر على خفض انبعاثاتها الضارة.

وأصبحت الصين، المسؤولة عن أكثر انبعاثات ملوثة في العالم، شريكا غير متوقع لأوروبا في هذا الملف وملفات أخرى بما يوضح عزلة ترامب في العديد من القضايا.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر “لا تراجع عن التحول في مجال الطاقة. ولا تراجع عن اتفاقية باريس”.

وقالت الصين إنها دولة مسؤولة تعمل بجهد كبير لمواجهة التغير المناخي.

* كلمات دافئة

تظن الأغلبية العظمى من العلماء أن ظاهرة الاحتباس الحراري التي تتسبب في تغييرات حادة في المناخ هي نتيجة للأنشطة البشرية بشكل أساسي التي تشمل توليد الطاقة والنقل والزراعة والصناعة.

فيما تظن مجموعة صغيرة من المتشككين بعضهم في البيت الأبيض مع ترامب أن الأمر خدعة وسيضر بالأعمال.

وعبرت شخصيات في قطاع الصناعة الأمريكي عن استيائها من خطوة ترامب.

وقال جيف إيميلت الرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك إنه محبط، مضيفا “تغير المناخ حقيقة. يجب على الصناعة الآن أن تقود ولا تعتمد على الحكومة”.

وقال ايلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا وروبرت ايجر الرئيس التنفيذي لشركة والت ديزني إنهما سيتركان المجالس الاستشارية للبيت الأبيض بعد قرار ترامب.

وقال ماسك في تغريدة على تويتر “تغير المناخ حقيقة. الانسحاب من (اتفاقية) باريس ليس جيدا لأمريكا ولا للعالم”.

وكتب لويد بلانكفين الرئيس التنفيذي لمجموعة جولدمان ساكس على تويتر “قرار اليوم نكسة للبيئة والموقف الرائد للولايات المتحدة في العالم”.

وفي رسالة إلكترونية لموظفي آبل، عبر الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك عن خيبة الأمل وقال إنه تحدث مع ترامب يوم الثلاثاء لمحاولة إقناعه بالبقاء في اتفاقية باريس. وقال “لم يكن ذلك كافيا”.

وانتقدت أيضا روابط صناعية ألمانية قرار ترامب وحذرت من أنه سيضر بالاقتصاد العالمي ويتسبب في اضطرابات في الأسواق.

وحذرت الغرف التجارية الألمانية (دي.آي.إتش.كيه) ومجموعة (في.دي.إم.إيه) للهندسة من أن الشركات الأمريكية قد تكتسب مميزات قصيرة الأمد بسبب قرار ترامب.

وقال إريك شفيتزر رئيس دي.آي.إتش.كيه “الطريقة الوحيدة التي يمكن بها تحقيق حماية المناخ بطريقة فعالة ولا تضر بالمنافسة هي بمشاركة كل الدول”.

وبقرار ترامب تخرج الولايات المتحدة من اتفاقية تضم كل دول العالم تقريبا وتتصدى لواحدة من أهم قضايا القرن الحادي والعشرين. وسوريا ونيكاراجوا هما الدولتان الوحيدتان غير المشاركتين في الاتفاقية.

كانت الولايات المتحدة واحدة من 195 دولة وافقت على الاتفاقية في باريس في ديسمبر كانون الأول 2015. ووفقا للاتفاقية، التي استغرق إعدادها سنوات، تلتزم الدول سواء كانت فقيرة أم غنية بتقليل انبعاثات ما يطلق عليها الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناتج عن احتراق الوقود الأحفوري الذي ينحي عليه العلماء باللائمة في ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة)

الاقسام

اعلانات