الاثار العربية

الأسد وروسيا وإيران يتقاسمون سرقة آثار “أفاميا” السورية

بلدي نيوز – حماة (حسام محمد)
تقع مدينة أفاميا التاريخية والأثرية على بعد 60 كم شمال غرب محافظة حماة، وتمتد على مساحة 250 هكتارا، وورد اسمها تحت اسم “النجا” في النصوص المصرية والآكادية، وتأسست “أفاميا” عام 300 قبل الميلاد على الهضبة عند سفح الأكربول القديم مدينة أفاميا الجديدة، وكانت تشكل مع إنطاكية وسلوقيا ولاوديسيا المدن الرئيسية الأربع في سوريا التي كانت مكلفة بحماية المنفذ الوحيد للإمبراطورية السلوقية على البحر.
أما مدينة “أفاميا” الأثرية اليوم، فتتعرض لإجرام لا يقل همجية عن الممارسات الإرهابية التي تمارس على الشعب السوري، فقد أظهرت صورة حديثة لمدينة “أفاميا” تعرضها لمئات أعمال التنقيب عن الآثار والكنوز من قبل النظام السوري والروس والإيرانيين.
وتعقيبا على الجريمة الأثرية التي مورست ولا تزال بحق أحد أقدم الأماكن الأثرية التاريخية في سوريا، قال الناشط الإعلامي “مصطفى حلاق” لبلدي نيوز “سعى النظام السوري منذ سنوات إلى السيطرة على مدينة أفاميا الأثرية حيث بسط سيطرته عليها في سنة 2014 والسيطرة ايضا على قلعتها الاستراتيجية المطلة على سهل الغاب، وبعد أن فرض النظام سيطرته على المدينة بدأ عناصره ومرتزقته بسرقة أهم آثارها القيمة للتجارة فيها وبيعها عبر شبكات المافيا”.
وأضاف حلاق، “ولم يكتف النظام وشبيحته بذلك، بل قاموا بالتنقيب فيها ووجدوا عدة لوحات فسيفساء كانت مدفونة تحت آثارها وكانت عمليات البيع تتم في السوق السوداء بأسعار قليلة فهؤلاء العناصر لا يعرفوا قيمتها وسعرها الحقيقي”.
وقال الناشط الإعلامي، “بعد هذه السنين من السيطرة باتت مدينة أفاميا الأثرية اسماً فقط فلا آثار فيها ولا شيء يدل على عراقتها فلم يسلم منها إلا متحفها الذي تسيطر عليه المعارضة التي ما زالت تحافظ على كل ما فيه رغم كل الصعوبات التي تواجهها من قصف وما شابه”.
أفاميا الأثرية، تضم المئات من المعالم الأثرية والكنوز التاريخية، وتعد الأغوار من أهم معالم مدينة أفاميا حيث يبلغ عرضها 45 مترا وطولها أكثر من 150 مترا، وكانت تسبقها إلى الشمال مداخل معمدة تتألف من 6 أعمدة، تنبثق من كأس أقنثا وترتكز على دكات عالية مزينة بنتوءات، ومعبد زيوس بيلوس وقصر الحاكم التريكلينوس والتي أثمرت عمليات التنقيب فيه عن اكتشاف عدة لوحات فسيفسائية مهمة.
وكذلك من أهم معالم المدينة الأثرية تتمثل بالسور، الذي يبلغ طوله 7 كم ويحصر مساحة المدينة البالغة 250 هكتارا، كما يميزه احتواؤه على 100 برج وأيضا باب أنطاكية وهو قوس نصر ذو 3 فتحات بني بعد زلزال عام 115 ميلادي وجدد في القرن السادس الميلادي.
الثلاثي السارق
بدوره، قال الدكتور “جمعة عمر” لبلدي نيوز “مدينة أفاميا تقع تحت سيطرة النظام السوري وهو يسرق آثارها عن طريق ضباطه، وكذلك الروس والإيرانيين، وجميعهم مرتبطون بشبكات مافيا دولية ومنظمة، وفي المدينة ينتشر العشرات من تجار الآثار”.
وأكد “جمعة” بأن الآثار التي يتم نهبها من المدينة التاريخية عبر شبكات المافيا لتلك الأنظمة الثلاثة، يتم بيعها عبر لبنان إلى الدول الأوربية عبر ذات الشبكات.

الاقسام

اعلانات