الاثار العالمية

السكان العطشى في العاصمة الأفغانية يحفرون الآبار بحثا عن المياه

صبية أفغان يحملون المياه وهم يصعدون الى تل في كابول يوم 20 فبراير شباط 2017. تصوير: عمر صبحاني - رويترز.

كابول (رويترز) – يستنزف عدد متزايد من السكان في العاصمة الأفغانية كابول مصادر المياه مما يدفع من يستطيعون تحمل التكلفة لحفر آبار عشوائية على عمق كبير للوصول إلى المياه الجوفية.

ويمثل العثور على مياه في أفغانستان القاحلة تحديا مستمرا لكن انخفاض مستوى المياه الجوفية في كابول بسبب الاستخدام الجائر والجفاف يزيد الأمر صعوبة بالنسبة للسكان خاصة الفقراء.

وخُططت كابول الحديثة بالأساس لتسع نحو مليون شخص لكنها الآن تحتضن 4.6 مليون وفقا لتقديرات الحكومة الأمريكية وذلك بسبب فرار الناس من العنف والبحث عن فرص عمل بالمراكز الحضرية.

وساهمت مواسم شتاء جافة على غير العادة شحيحة المطر وغبار ثلجي في تفاقم المشكلة. وأحيت الأمطار الغزيرة والثلوج هذا العام الآمال في تعزيز المياه الجوفية ولو لفترة على الأقل.

وقال أسلم خان الذي يعمل في مجال حفر الآبار “زيادة السكان والجفاف تسببا في نقص الماء في كابول لذلك يطلب عدد أكبر من الناس آبارا أعمق للوصول إليه.”

ويقول البنك الدولي إنه منذ 2001 اتسعت رقعة كابول بنحو 2500 متر مربع واستقر بعض من الوافدين الأفقر حالا في منازل فوق تلال صخرية حول المدينة حيث لا توجد آبار بشكل عام.

وعند سفح التلال يتجمع الأطفال حول مضخات مياه ليملأوا الدلاء وعلب الصفيح قبل التسلق لأعلى عائدين إلى منازلهم.

وقال محمد جاويد (15 عاما) الذي ينحني أسفل حمولة مياه لأسرته “لدينا الكثير من المشاكل في الحصول على الماء.”

* غياب الاهتمام

ويلجأ القادرون عادة إلى حفر بئر بدلا من الاعتماد على نظام المياه المحدود للمدينة لكن يتعين عليهم الوصول إلى أعماق كبيرة للوصول إلى المياه المنحسرة.

ويتفاوت عمق الآبار بأنحاء المدينة لكن خان يقول إن السكان يضطرون إلى الحفر حتى عمق يزيد بين 10 أمتار إلى 20 مترا عن السابق.

ويقول إن في بعض الحالات يصل عمق البئر إلى 150 مترا أو أكثر للوصول لمياه نظيفة مما قد يتكلف أكثر من 5200 دولار وهو مبلغ لا يتوفر للكثير من الناس.

ويقول مسؤولون إن حفر الآبار خرج عن السيطرة مع قلة أو غياب ضوابط استغلال المياه الشحيحة.

وقال حميد الله عيلاني مدير عام إمدادات المياه في المناطق الحضرية وشركة الصرف الصحي “للأسف ليس هناك اهتمام جاد بالأمر.”

وقال خان إنه في الماضي كان يحظر على السكان حفر الآبار بمسافة تقل عن 100 متر بين كل بئر والآخر لكن الآبار الآن تحفر على بعد بين خمسة إلى عشرة أمتار بين البئر والآخر مما يسحب المزيد من طبقات المياه الجوفية.

وقال عيلاني إن الحكومة كانت تبحث تطبيق نظام للتراخيص. ولم تلق طلبات للتعليق من وزارة المياه والطاقة أي رد.

ولا يحدو التفاؤل السكان الفقراء بشأن سيطرة السلطات على المشكلة ولو على الأقل بطريقة تساعدهم في الوصول بشكل أفضل للمياه.

(إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي)

الاقسام

اعلانات