المتاحف والمعارض

معرض الفن المعاصر الباريسي «يلم شمل» قصور المدينة من جديد

4f7957c7-f47e-4c44-a253-34999e54ddb6-3736-0000047c40ac5d43_tmp


 

معرض الفن المعاصر الباريسي «يلم شمل» قصور المدينة من جديد

فعالية سنوية انطلقت عام 2006 تغلق أكثر شوارع عاصمة النور ازدحامًا

المتحف عمره 116 عامًا ويضم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية («نيويورك تايمز»)
باريس: سيليستين بولين
تم بناء كل من القصر الكبير، والقصر الصغير، من أجل المعرض العالمي عام 1900 في العاصمة الفرنسية، لكنهما انفصلا عن بعضهما البعض لمدة طويلة بشارع عريض مزدحم يربط الجانب الأيمن للمدينة بالجانب الأيسر.
وخلال الأسبوع الماضي في المعرض الدولي للفن المعاصر، تم إغلاق شارع وينستون تشرشل الباريسي أمام حركة المرور، ليتسنى ضمّ هذين الأثرين العظيمين، مرة أخرى لمنح الزوار فرصة للتجول بين جنبات ما كان يومًا ما متنزهًا أنيقًا.
وجاء جمع الشمل بعد مفاوضات طويلة أثمرت في النهاية عن ضم القصر الكبير، وهو أحد متاحف الفنون الجميلة المحلية، الرسمي إلى المعرض الدولي للفن المعاصر، وهو معرض يقام في القصر الكبير سنويًا منذ عام 2006.
وعند التفاوض على الاتفاق، كانت جينيفر فليي، مديرة المعرض الدولي للفن المعاصر، تعي جيدًا أنها تعبر خطًا أحمر يحيط بالمؤسسات الثقافية العامة في فرنسا، حيث قالت جينيفر، السيدة الباريسية المولودة في نيوزلندا، والتي تدير المعرض منذ ست سنوات: «الفرنسيون حساسون جدًا تجاه أي تداخل بين التراث والتجارة».
وقال كريستوف ليرايبولت، مدير القصر الصغير: «نحن متحف عام؛ ولم نكن نريد أن ندار من قاعات العرض» وهو جوهر المعرض للدولي للفن المعاصر، وغيرها من المعارض الفنية الأخرى. وأوضح أنه عوضًا عن ذلك، اختار أمناء المتحف أعمال كبيرة تم عرضها في قاعات العرض، والتي رغم أنها معروضة للبيع، تتوافق مع المفهوم الذي يقوم عليه المتحف.
وخلال السنوات الماضية، تم وضع الكثير من التماثيل في الحديقة الداخلية بالقصر الصغير في إطار برنامج المعرض للأعمال غير المعروضة. ومن المقرر أن يتم وضع نحو 30 عملا خلال العام الحالي داخل القاعات الملكية بالمتحف، وكذا في حديقته، وأمام المبنى. وتتضمن تلك الأعمال تماثيل، وتركيبات مثل «صندوق إيه داخل حقيبة» لمارسيل دوشام، و«تشريح ملاك» لداميين هيرست، و«المساحة الفارغة» لأبراهام كروزفيليغاس.
وقال ليرايبولت: «لقد كنت حريصًا على أن تكون المختارات متنوعة، مع تقديم بعض الفنانين الشباب». وأضاف أن وضع خط أحمر كان أسهل بالنسبة إلى القصر الصغير، وهو متحف عمره 116 عامًا يضم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية. وأوضح أن القصر الصغير بوصفه أحد متاحف المدينة مهتم بفتح أبوابه أمام زوار المعرض الدولي للفن المعاصر. وقال: «الأمر يتعلق بدينامية سوق الفن. عندما يكون هناك حدث ما يسير على نحو جيد في باريس، يكون من المناسب لمتحف محلي المشاركة فيه».
كان المعرض الدولي للفن المعاصر، الذي يستضيف العام الحالي 186 قاعة عرض فني من مختلف أنحاء العالم، بحاجة إلى مساحة أكبر لأعماله الفنية، لذا أضاف غرفة جديدة في القصر الكبير، وهي صالون جان بيرين، التي تستضيف تسعة عروض لفنانين من نهاية القرن العشرين، يتم إعادة فحص أعمالهم في الوقت الحالي، ومن بينهم ويليام بوروز، الروائي والفنان الأميركي، وعضو حركة «بيت جينيريشن».
وستكون باقي المنصات في المساحة المركزية العظيمة، التي يبلغ ارتفاع سقفها 45 مترا (150 قدما)، وهي صالون الشرف، والقاعات العليا التي تركز على قاعات العرض الفني الناشئة، التي تم اختيار عشرة منها لقطاع لافاييت.
خلال السنوات القليلة الماضية عزز المعرض الدولي وجوده في أرجاء باريس بإقامة معرض شقيق هو «أوفيسيال»، الذي يقدم جيل شاب من قاعات العرض الفني في سيتي دي لا مود إيه دو ديزاين في شرق باريس، وكذلك إقامة سلسلة من الفعاليات في ميزون دي لا راديو في غرب باريس. وكان دخول كلا المكانين، الواقعين على نهر السين، متاحًا خلال العام الماضي بالقوارب، التي كانت مجانًا لحاملي تذكرة دخول المعرض الدولي للفن المعاصر. وستكون هناك رحلات بالقوارب خلال العام الحالي أيضًا، لكن لن تنضم منطقة سيتي دي لا مود إيه دو ديزاين، أو ميزون دي لا راديو إلى المعرض الفني العام الحالي لبعدهما كثيرًا عن قلب الحدث في القصر الكبير على حد قول فليي.
ويستمر المعرض العام الحالي في القيام بدور الراعي لمعارض أعمال في الخارج في حدائق تويليري، وميدان بليس فيندوم، لكن العروض الفنية تتركز بالأساس في القصر الكبير. إضافة إلى معرض القصر الصغير، يضمّ المعرض الدولي للفن المعاصر قصر الاكتشاف، وهو متحف باريس للعلوم، الذي يقع على الجانب المقابل لمبنى القصر الكبير.
بعد الساعة السادسة والنصف مساء أثناء المعرض، ستقام سلسلة من الفعاليات، والرقصات، والموسيقى، والشعر في المعامل، وما حولها، والقبة الفلكية، وقبو المبنى. وسوف يستعين برنامج «مسيرات للمعرض الدولي للفن المعاصر»، الذي يشمل أيضًا فعاليات تقام في متحف اللوفر، بمتحف العلوم الفارغ ليكون خلفية مثيرة لتلك الأعمال مثل إلقاء أليكس تشيكيتي للشعر عن موضوع الجنة والنار.
من بين كل المساحات الجديدة المتاحة للمعرض الدولي للفن المعاصر خلال العام الحالي، تقول فليي إن شارع وينستون تشرشل هو مصدر الفخر الأكبر، حيث سيصبح محلا لعرض أعمال فنية مسطحة للنحات الأميركي لورانس وينير، وفنان الملصقات الفرنسي جاك فيلغيلي. وكان الحصول على تصريح لإغلاق الشارع، مع السماح لدخول سيارات الطوارئ، إنجازًا طموحًا. وتم عقد المفاوضات النهائية بشأن هذا الأمر خلال شهر يوليو (تموز)، عقب الهجمات الإرهابية التي وقعت في مدينة نيس. وقالت فليي: «لقد اعتقدت أنه سيتم رفض الطلب لدواع أمنية».
وفي النهاية تم الحصول على موافقة مجلس المدينة، والشرطة، والحكومة الفرنسية، مما سمح للمعرض الدولي للفن المعاصر باستعادة وحدة هذا الأثر التاريخي. وقال ليرايبولت: «لقد كان حلمنا أن نعيد تشكيل هذه المساحة الكبيرة التي تتيح للمعمار التنفس».

الاقسام

اعلانات