المتاحف والمعارض

متحف إسطنبول للألعاب.. جولة ممتعة في عالم الطفولة

141e21ff-336f-4b33-9225-82f4bd734da3-11665-00000d3010aac20e_tmp

 

 

متحف إسطنبول للألعاب.. جولة ممتعة في عالم الطفولة

يستهوي الكبار قبل الصغار وتعود بعض مقتنياته إلى 300 عام

يقع متحف «إسطنبول لألعاب الأطفال» في منطقة «جوزتبة» بمدينة إسطنبول ({الشرق الأوسط})
أنقرة: سعيد عبد الرازق
في تجربة فريدة، يستطيع الأطفال التجول في عالم خاص داخل قصر خشبي من خمسة طوابق يكسوه اللون الأبيض في إسطنبول، يجمع أكثر من 10 آلاف لعبة قديمة، تم جمعها من مختلف أنحاء العالم، وتمثل حقبًا زمنية مختلفة بعضها يعود إلى 300 عام. ذلك المكان هو «متحف إسطنبول لألعاب الأطفال» الذي تتوجه إليه أنظار الكبار قبل الصغار.
يقع متحف «إسطنبول لألعاب الأطفال» في منطقة «جوزتبة» بمدينة إسطنبول، وتأسس عام 2005 على يد صوناي أكن، ويعد واحدًا من أكبر خمسة متاحف لألعاب الأطفال على مستوى العالم. ومن أكثر ما يميز به المتحف هو الدمى ذات الأنواع والأشكال المختلفة، التي تمت صناعتها منذ مئات السنين في عشرات من الدول حول العالم، وجلبت إلى هذا المتحف. وترتدي الدُمى الأزياء التراثية المختلفة في تركيا وألمانيا وعدد من دول العالم، كالأزياء الشعبية والرسمية، وملابس النوم، وأزياء العمل في المحلات كالنجارة والحدادة ومحلات العطارين.
ويتوافد مئات المواطنين الأتراك، فضلاً عن السياح الأجانب شهريًا على متحف ألعاب الأطفال لمشاهدة القطع والمقتنيات التاريخية من ألعاب الأطفال في المكان الذي يجمع فنون وعادات الكثير من الدول، أهمها تركيا وألمانيا والولايات المتحدة. كما يتاح للسياح بعد الانتهاء من جولتهم بالمتحف شراء دُمى حديثة للأطفال موجودة في قسم خاص، مصنوعة يدويًا ومشابهة لما شاهدوه داخل المتحف.
يضم القسم الأول من المتحف مجسمات من السكك الحديدية القديمة وقطاراتها التي كانت تعمل بالفحم، في أوائل القرن العشرين، وتجسيدًا للعمال الذين كانوا يعملون بها على شكل دُمى، مع توضيح لكل خط، ومكان وجوده وتاريخ إنشائه، بالإضافة إلى إصدار أصوات القطارات القديمة في كل غرفة، لتقريب الصورة إلى أذهان الزائرين.
أما القسم الثاني، فيضم نماذج من القصور التاريخية في العالم، كألمانيا وبريطانيا، ودمى للأشخاص الذين يسكنون بها، ومجسمات للبيوت والجسور والموانئ البحرية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وجميع أنواع السفن والبواخر في الفترة ذاتها، بالإضافة إلى مجسمات للجرارات البدائية، والكثير من الآلات كالمنشار والشنيور، والألعاب القديمة كالبلياردو والتنس والسلة وكرة القدم.
وتم تخصيص القسم الثالث لأدوات الدفاع المدني، حيث توجد صناديق تحوي أدوات للدفاع المدني في القرن العشرين، وصورا لرجال الدفاع المدني والمسعفين على شكل دمى مصنوعة يدويًا، كالطائرات ومبنى المركز والسيارات والجرارات، وتم عرض الأدوات التي كانت تستخدم في الولايات المتحدة عام 1930، وفي اليابان عام 1950، وفي ألمانيا عام 1920، والبرتغال عام 1950، بالإضافة إلى تركيا عام 1960.
ويجسد القسم الرابع من المتحف للزائرين مشهد الشوارع وحركة السير في بداية القرن الماضي، بواسطة مجسمات لسير الحركة، من خلال إشارات المرور والسيارات وعربات الخيول ومحطات البنزين البدائية، بالإضافة إلى السيارات العسكرية التي كانت تستخدم في الحرب العالمية الأولى، وتجسيد حركة الناس وجلوسهم على شكل دُمى الأطفال.
وفي القسم الخامس يوجد صندوق به عشرات من الدراجات النارية الألمانية، على شكل مجسمات صغيرة، في الفترة الواقعة بين عامي 1910 و1960، بالإضافة إلى السيارات القديمة في تركيا عام 1960، مع مجسمات لأزياء للأشخاص من الذين كانوا يقتنون الدراجات حينها. وأما الحروب القديمة فيجسدها القسم السادس حيث الحرب بين الهنود الحمر والأميركان، ومعارك رعاة البقر بالإضافة إلى عرض جميع أنواع الطائرات الحربية منذ بداية صناعتها في كل من اليابان وأميركا وألمانيا وفرنسا، خلال الفترة الواقعة ما بين عامي 1910 و1950، كطائرات نقل الجنود والإنزال والطائرات البرمائية، بالإضافة إلى مطار قديم يضم تلك الطائرات.
وهناك قسم خاص يضم دمى لمقاتلين أتراك في الحربين العالميتين الأولى والثانية، بالإضافة إلى الكثير من الدمى لجنود أتراك في الفترة ما بين 1900 وعام 1920، وتم تجسيد العروض العسكرية التي كانت في ألمانيا من عام 1930 إلى عام 1944، مع صورة مجسمة للزعيم النازي أدولف هتلر وهو يخطب أمام الجنود، بالإضافة إلى قصور داخل العاصمة الألمانية برلين.
وروى صوناي أكن، صاحب متحف إسطنبول لألعاب الأطفال، قصة تأسيسه للمتحف وفكرته، قائلاً: «قمت بتأسيس المتحف عام 2005، وأخذت فكرته من خلال زيارتي إلى أحد متاحف الألعاب في ألمانيا، قبل نحو 25 عاما، ورأيت أن هناك فرصةً لأقوم بتطبيق هذه الفكرة التي كانت حلمًا لي وهي إقامة متحف تاريخي خاص للأطفال في تركيا، وبالفعل نجحت بتطبيق الفكرة».
وتابع: «الزائرون يأتون إلى المتحف من جميع دول العالم؛ لأن هذا المكان يخاطب الجميع، ويتكون المبنى من خمسة طوابق، ويحتوي على أهم الآثار في تاريخ الألعاب في العالم، ويعد متحفنا من بين أهم خمسة متاحف على مستوى العالم».
ولفت إلى أن أقدم الألعاب في المتحف يرجع تاريخها إلى عام 1700 وما بعده، وقمنا بشراء هذه الألعاب من مقتني التحف.
وأبدى زائرو المتحف إعجابهم الشديد بفكرته، وأعربوا عن سعادتهم لرؤية الألعاب القديمة التي كان أجدادهم يلعبون بها في طفولتهم. وبعد جولة إلى عالم الماضي وطفولته البريئة يستطيع الزائرون تناول الشاي والقهوة وأخذ قسط من الراحة في المقهى الملحق بالمتحف.

الاقسام

اعلانات