مقالات

تطوير تعليم ذوي الإعاقة من خلال التربية المتحفية

img_i1420_museum20ar

مع تزايد اهتمام المتاحف بالجانب التربوي ظهرت فوائد التربية المتحفية على الساحة,واعتبر المتحف داراً للعلم والتربية في مجال الفنون والثقافة,وأصبحت تضم المتاحف أقساماً للتربية المتحفية واعتبرت التربية هدفاً رئيساً من أهداف المتاحف المعاصرة , وعنصراً مهماً في الدراسة , فقد ارتبطت المتاحف المعاصرة بالمدارس وبمقرراتها الدراسية,وأصبحت تخاطب الأجيال جميعهم في مختلف المراحل التعليمية والعمرية .

•        ويعتبر المتحف هو المساعد المثالي للتعليم الرسمي والذي يسهم في إثارة وتنمية حب العلم والمعرفة ,وتمتاز التربية المتحفية بميزات متعددة منها:

•        أن التعليم المتحفي مختلف عن التعليم المدرسي التقليدي

•         فهو غير إلزامي.

•        تعليم غير رسمي لا يعتمد على الصف والامتحانات للتقييم.

•        الزوار يملكون الحرية للمجيء والذهاب إلى المتحف، واستكشاف العرض حسب رغبتهم واهتمامهم.

وللتربية المتحفية دور مهم في التدريس حيث أنها تساعد التلاميذ ذوي الإعاقة على مشاهدة النماذج والعينات والأشياء والأفلام وتثير انتباههم نحو مشكلة تهمهم دراستها, كما أنها تعرفهم بتاريخهم وتراثهم وحضارتهم التي ينبغي أن تكون أساساً ومحوراً لكل تعليمهم , وتسهم في تقديم كل أدبيات الفن والمعلومات المتصلة به.

وتحقق الرحلات المدرسية للمتعلم غرضين :

الأول : ترفيهي والذي لا غنى للمنهج عنه باعتباره أحد الوسائل الذي تعزز حيويته وترفع من درجة إنجازاته.

والثاني : علمي وتكمن أهميته في كونه يكمل المواقف التعليمية , ويثري موضوعاتها , كما أنه عامل قوي في تثبيت المعلومات التي حصلوا عليها .

إن البيئة التعليمية للمتحف تنخرط تحت مفهوم الفصول المفتوحة لأن برامج المتحف التعليمية تصمم وفق مفهوم التعليم المفتوح ,ووفق أسلوب النظام المتكامل,ويستفيد منها الجميع على اختلاف مستوياتهم التعليمية وتعتبر شريحة ذوي الإعاقة من أهم الشرائح التي تحتاج إلى مثل هذا النوع من التعليم.

مفهوم التربية المتحفية:

المتحف Museum

•        تعريف منظمة المتاحف الأمريكية , والمجلس الدولي للمتاحف ICOM :

•        المتحف هو  “مؤسسة ثقافية تعرض من خلالها مجموعة من الممتلكات , ترجع إلى عصور تاريخية مختلفة , بهدف المحافظة عليها والاستفادة منها , ويستخدمها المعلم بطريقة مخططة ومقصودة, لتحقيق أهداف تعليمية معينة , كما أنها تساعد على إثارة دافعية التلاميذ نحو العملية التعليمية“

 

من هو المربي المتحفيMuseum Educator ؟

هو الذي يقوم بإعداد وتنفيذ البرامج التربوية المتحفية داخل المتحف وذلك بالتنسيق بينه وبين المعلم،وقد يطلق عليه (أمين المتحف).

أهداف وفوائد تسعى التربية المتحفية إلى تحقيقها ؟

·       أن التدريس بالمتاحف يزيد من دافعية المعاق والتشوق لدراسة المواد الدراسية النظرية

·       أن التدريس بالمتاحف يجسد النظريات الغيبية المجردة , ويزيل أنماط الفهم الخاطئ للمفاهيم التي يدرسها المعاق باستخدام لغة الإشارة والشفاه للصم , وبرايل للمكفوفين…..

·       تعمل على إشباع وإثارة الفضول العلمي لدى المعاق بالتركيز على الطريقة العلمية في التفكير والتي تعتمد على التجربة .

·       توفر الوقت والجهد الذي يبذله المعلم في عملية الشرح والوصف

أهمية المتاحف لذوي الإعاقة:

تعتبر التربية المتحفية من أهم المداخل لتثقيف ذوي الإعاقة وتنشئتهم تنشئة تربوية لأنها تساهم في بناء شخصية متكاملة واعية بمعالم الحضارة.

•        لكونها تستطيع أن تشرح لهم حقبة زمانية معينة مثل زمن الديناصورات مثلاً في أشكال مختلفة فتتكون لدية صورة ذهنية متكاملة من خلال زيارة واحدة للمتحف.

•        لكونها تستطيع أن تشرح لهم مفهوماً لا يمكن إحضاره إلى الفصل , كالفضاء مثلا .

•        أن التدريس من خلال المتحف التربوي يتيح فرصة واسعة للمعاق  للربط بين الماضي والحاضر.

دور معلم ذوي الإعاقة الذي يطبق التربية المتحفية في التعليم:

•        التنسيق والتخطيط مع المربي الذي يعمل في المتحف التربوي ببرامج تناسب موضوع درسه والتي تلبي احتياجات المعاق حسب الفئة (صم , مكفوفين , معاقين  ذهنيا, ذوي التوحد…) كعرض فيلم أو إلقاء محاضرة0

•        الإلمام بما يحتوي عليه المتحف من معروضات تناسب موضوع درسه حتى يتمكن من تحقيق أهدافه بشكل فعال,وأن يكون ملماً بالبرامج التربوية التي يعدها المتحف.

•        تزويد التلاميذ بخلفية عن المعلومات قبل زيارتهم للمتحف بحيث يستطيعون الربط بينها وبين ما يشاهدون من معروضات 0

•        تحديد الأهداف التي يسعى المعلم إلى تحقيقها من خلال خروجه مع تلاميذه المعاقين إلى المتحف, بحيث تتماشى تلك الأهداف مع أهداف المنهج ككل .

•        الاهتمام بدوره التعليمي فعلى الرغم من وجود المربي المتحفي في كل متحف وفي كل قسم , إلا أنه لا يعتبر معلماً , لذلك يجب عليه أن يدرك هذه الحقيقة من حيث الشرح والتعليق والإجابة على استفسارات الأشخاص ذوي الإعاقة

 

•        نقل الخبرات المتحفية إلى غرفة الصف من خلال استخدامه لبرامج المتحف التربوية ,أو من خلال جعل ذوي الإعاقة يكتبون موضوعاً يتعلق بذلك ,أو إعداد ملخصاً أو كتابة تقريراً عن الزيارة

ملاحظات لابد من توفيرها داخل المتاحف عند تطبيق التربية المتحفية لذوي الإعاقة:

·       ليكن شعار أو قانون المتحف أولاً

اللمس مسموح ومطلوب أيضاً

•        استخدام الأسلوب المبسط في شرح العينة المعروضة في المتحف.

•        إذا كان هناك شرح صوتي مثل البانوراما يفضل أن تكون القاعة مجهزة بوسائل تكبير الصوت المصاحبة للذبذبات الأرضية لخدمة الصم.

•        أن يتوفر بكل قاعة أجهزة عرض Data Show وشاشات مزودة بالمؤثرات الضوئية والصوتية (صوت وصورة وكتابة) أثناء عرض المربي المتحفي . (للصم والمكفوفين)

•        توفير سماعات الأذن المكبرة للصوت بشكل مضاعف أسوة بالنظارات المكبرة (في سينما البانوراما ثلاثي الأبعاد) .(لضعاف السمع )

•        تصغير بعض النماذج المعروضة ليتمكن (الكفيف) من تحسسها.

•        توفير الكتابة بخط برايل على كافة المجسمات المعروضة ليتمكن الكفيف من لمسها . (للكفيف)

•        عدم تعتيم (تخفيف) إضاءة المتحف بوجود المكفوفين في صالة العرض. (لضعاف البصر).

•        توفير جهاز صوتي يعرف بالقطعة أو المجسم الموجود بشكل آلي ومستمر ليتمكن الكفيف من معرفة القطعة المعروضة. (للكفيف).

•        توفير المنزلقات في جميع أنحاء المتحف ليتمكن المعاق حركيا من التنقل بسهولة في كافة أرجاء المتحف . (للمعاق حركيا).

تطوير تعليم ذوي الإعاقة من خلال التربية المتحفية

إعداد

أروى علي عبد الله أخضر

مدير عام الإدارة العامة للتربية الخاصة للبنات /وزارة التربية والتعليم المملكة العربية السعودية

الاقسام

اعلانات