الاثار السعودية

المساجد السبعة.. ستة مصليات سُمِّيت بمواقع الصحابة في غزوة الخندق

524846-513x340

ارتبطت المساجد السبعة في المدينة المنورة بعضها ببعض مكاناً، ولكنها لم ترتبط اسماً كونها ستة مساجد وليست سبعة، بحسب الاسم الذي اشتهرت به، وتعد تلك المساجد من المعالم الأثرية والتاريخية البارزة التي يزورها الآلاف من الحجاج والزوار سنوياً.

ويبرر هذا الأمر الباحث والمؤرخ بتاريخ المدينة النبوية أحمد أمين مرشد بقوله إن قرب مسجد القبلتين الواقع على امتداد طريق المساجد السبعة الذي لا يبعد عنها إلا كيلومتراً واحداً تقريباً، يجعل كثيراً من العامة والمصلين والزوار يضيفون مسجد القبلتين إلى المساجد الستة، فيسمونها السبعة، لأن من يزور تلك المساجد عادة يزور مسجد القبلتين أيضاً في نفس الرحلة فيصبح عددها سبعة، لافتاً إلى أن بعض المؤرخين القدامى يقولون إنها في الأصل سبعة ولكن أحدها اندثر واختفت معالمه ونُسي اسمه. وأشار مرشد إلى العلاقة التاريخية للمساجد بغزوة الخندق في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، منوِّها باعتقاد كثير من الباحثين بأن تلك المساجد الباقية كانت مصليات الصحابة رضوان الله تعالى عليهم في غزوة الخندق؛ وكانوا يصلون ويقومون ليلهم ويرابطون بها كل واحد في المصلّى الذي سُمِّي به، بسبب ارتباطهم بالخطة التي قامت عليها الغزوة، موضحاً أنها تقع عند جزء من موقع الخندق الذي حفره المسلمون عندما زحفت إليها جيوش قريش والقبائل المتحالفة معها سنة خمس للهجرة حيث وقعت أحداث غزوة الخندق التي تعرف أيضاً بمسمَّى غزوة الأحزاب.

مسجد الفتح

وهو أكبر المساجد السبعة، مبنيٌّ فوق رابية غرب جبل سلع، ويروى أنه سُمِّي بهذا الاسم لأنه كان خلال غزوة الأحزاب مصلَّى لرسول الله، أو لأن تلك الغزوة كانت- في نتائجها- فتحاً على المسلمين, وقد بناه عمر بن عبد العزيز في فترة إمارته على المدينة بالحجارة ثم جُدّد مرة أخرى بأمر الوزير سيف الدين بن أبي الهيجاء ثم أُعيد بناؤه في عهد السلطان العثماني عبد المجيد الأول.

مسجد سلمان الفارسي

ويقع جنوبي مسجد الفتح مباشرة، وسُمِّي باسم الصحابي سلمان الفارسي صاحب فكرة حفر الخندق لتحصين المدينة من غزوة الأحزاب, وبُني هذا المسجد في إمارة عمر بن عبد العزيز على المدينة أيضاً، وجُدّد بأمر الوزير سيف الدين أبي الهيجاء عام 575هـ, وأُعيد بناؤه في عهد السلطان العثماني عبدالمجيد الأول.

مسجد أبو بكر الصديق

ويقع جنوب غربي مسجد سلمان على بعد خمسة عشر متراً منه، وقد بُني وجُدّد مع المسجدين السابقين.

مسجد عمر بن الخطاب

ويلي مسجد أبو بكر جنوباً على بعد عشرة أمتار منه فقط، وهو على شكل رواق مستطيل وله رحبة غير مسقوفة على صورته، وطريقة بنائه تطابق بناء مسجد الفتح، وربما يكون قد بُني وجُدّد معه.

مسجد علي بن أبي طالب

ويقع شرقي مسجد فاطمة على رابية مرتفعة مستطيلة الشكل, بُني هذا المسجد وجُدّد على الأرجح مع مسجد الفتح ويروى أن علياً قتل في هذا الموقع عمرو بن ود العامري الذي اجتاز الخندق في غزوة الأحزاب.

مسجد فاطمة الزهراء

ويُسمَّى في المصادر التاريخية مسجد سعد بن معاذ، وهو أصغر مساجد هذه المجموعة, وآخر بناء له على نمط أبنية المجموعة نفسها يرجح أنه كان في العصر العثماني في عهد السلطان عبد المجيد الأول . يذكر أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف أنشأت قبل أربعة أعوام، بتوجيه من هيئة كبار العلماء، مسجداً جامعاً في منطقة غزوة الخندق، يتسع لـ 4500 مصلٍّ ومصلية، ويتكون من ثلاثة طوابق، بتكلفة إجمالية قدرها (26) مليون ريال.

المسجد الجامع في منطقة الخندق بالمدينة المنورة (تصوير: محمد المحسن)

الاقسام

اعلانات