الاثار العربية

خبيرة أثرية: مخازن الآثار لا يتم جردها وتحتوي على قطع «مقلدة»

image

 

مونيكا حنا: دخل فرنسا من الآثار أكبر 6 مرات من صناعة السيارات

جميع الجهات العاملة بالآثار متواطئة على التنقيب غير المشروع والسرقة

لابد من تدشين هيئة مستقلة لإدارة الآثار المصرية بعيدًا عن الوزارة

قالت الدكتورة مونيكا حنا، الخبيرة فى شئون الاثار، إن مصر أمامها الكثير من الوقت حتى تقدر على الإستفادة مما لديها من كنوز من الآثار الفرعونية والتراثية المملوكة لها، لافتة إلى أن دولة مثل فرنسا – على سبيل المثال – تمثل الآثار لها دخلا يوازي 6 مرات ما تدخله صناعة السيارات لخزانة الدولة، موضحةً أن الآثارالمصرية فى فرنسا لا تقارن بالآثار المتواجدة هنا من حيث العدد والقيمة الأثرية، هذا فضلا عن أن دخل فرنسا من الآثار يعتمد فى المقام الأول على القطع المصرية المهربة.

وأضافت مونيكا في تصريحات خاصة لـ”التحرير”، اليوم السبت، أن “مصر – للأسف – تصرف على الآثار فى حين أنه من المفترض أن تصرف الآثار على نفسها، وبعدها تصرف على الدولة”، مشيرةً إلى أن وزارة الآثار مديونة للدولة بـ4.5 مليار جنيه، بعد أن كان لديها فائض مالى قبل ثورة 25 من يناير.

وشددت خبيرة الآثار على أننا فى مصر ليس لدينا من هو قادر على إدارة المنظومة الأثرية، مؤكدةً أن الموضوع لا يقتصر على شخص وزير الآثار، ففى حالة تغييره وتعيين من هو أفضل وأكفأ وفقا لإجماع العاملين بالآثار، فلن يقدر على فعل أي شيء على الإطلاق، لأنه لا توجد لدينا استراتيجية محددة للـ15 سنة المقبلة، على حد قولها، موضحة أن أي مسؤول يتولى أي منصب قيادى فى الوزارة – بمن فيهم الوزير – يكون هدفه فقط هو “تلصيم الدنيا”، دون العمل والاجتهاد من أجل إيجاد الحلول.

مونيكا أكدت أنه لابد من تدشين هيئة مستقلة لإدارة الآثار المصرية بعيدًا عن الوزارة، وأن يكون هدف رئيس هذه الهيئة هو الحفاظ على الآثار، وأن تستعين بعدد من الأكفاء فى ملف إدارة التراث الثقافى “الذي يُعد علمًا”، وعدم الاهتمام بترويج الآثار سياسيا لإرضاء القيادة على حساب مصلحة القطع الأثرية، بالإضافة إلى إعادة تقييم البعثات الأثرية التى تعمل فى مصر، فضلا عن جرد المخازن.

وكشفت خبيرة الآثار عن وجود مخازن أثرية كثيرة لم يتم جردها، كما أنه توجد آثار مقلدة فى بعض المخازن، منوهة إلى أن الأمر منتشر بقوة فى مصر، متسائلةً “حاجتنا فين ومين بيسرقنا؟.. منعرفش”.

وعن تأمين الآثار، طالبت مونيكا بضرورة وضع خطة للتأمين بشكل سريع جدا، مشيرة إلى أن الحفر “خلسةً” مستمر من بعد الثورة حتى الآن، لاسيما فى محافظات “بنى سويف والمنيا وسوهاج”، مشددة على أنه توجد مواقع تم “تشطيبها من السرقة” بالكامل، وأن الحفر لم يقتصر على المنازل فقط، بل وصل للمواقع الأثرية المجاورة لها.

وأضافت أن الأفضل هو عمل تنمية مجتمعية للمناطق المحيطة بالأماكن المتواجد بها آثار، والتى يتم التنقيب بها، حتى يكون هناك حياة تليق بهؤلاء الناس ما يدفعهم للحفاظ على الآثار بدلا من التفكير فى كيفية سرقتها، لافتة إلى أن هناك تواطؤ بين جميع الجهات العاملة بالآثار فى التنقيب والسرقة.

الاقسام

اعلانات