الفاو: هي مدينة أثرية تقع في محافظة السليل بالطريق الواصل بين السليل ونجران ويزيد من أهميتها قربها من الأخدود الأثرية في نجران وصحراء الربع الخالي، وهي عاصمة اقتصادية قديمة في الجزيرة العربية، أثبتت التنقيبات الأثرية من خلال المكتشفات وخصوصا النقوش أن اسمها (قرية ذات كهل) وايضا من مسمياتها ( قرية ذات الجنان) فكانت المياه عند المطر تمشي من حولها، وممن عاش بها هم (قحطان – ومذحج)، ومن ملوكها ملك قحطان ومذحج (معاوية بن ربيعة).
بدأت الحفائر الأثرية بهذه المدينة القديمة في عام 1971م وانتهت عام 2002م التي قامت بها جامعة الملك سعود مرتكزة هذه الحفائر على التدريب الميداني لطلاب قسم الاثار والمتاحف في جامعة الملك سعود والذي يعانون كثير بعدم الحصول على عمل بعد التخرج وبعد جلوسه مدة شهرين متتاليين في التدريب الميداني بأحد المواقع الأثرية كهذا الموقع.
الجزء الأهم في تطوير هذا الموقع الأثري من الناحية التراثية والتأهيل والترميم والتنقيب الأثري هو خريج الآثار والذي تم تدريبه بالمواقع الأثرية السعودية وتأهيله للعمل بها، والكثير منهم للأسف مضى على تخرجهم عشر سنوات لم يحصلوا على فرصة عمل في مجال تخصصهم.
فإذا فكرنا في تطوير هذا الموقع أو أي موقع أثري آخر لا بد من استقطاب هؤلاء الخريجين والاستفادة منهم وإعطاءهم الفرصة الأكبر في تطوير الوطن من هذا المجال.
فالآثري تعلم الصبر والمثابرة من خلال دراسته النظرية والميدانية، فهو يواجه في العمل الميداني الأثري جميع الظروف المناخية، ويواجه العمل الشاق أثناء التنقيب والبحث، والتفكير والعصف الذهني، وتعلم التعاون بين الفريق الواحد والتضحية والأخوة ومساعدة الآخرين والكثير من الناحية العلمية والإنسانية والذاتية.
خريج الآثار هو أهم جزء في تطوير المواقع الأثرية بشكل صحيح ومنطقي، فلا بد من استقطاب كل خريج لم يجد فرصته لكي يعمل بتطوير هذا الموقع أو أي موقع آخر كان من خلال راتب أو مكافأة مقطوعة تحددها مدة العمل، وعدم الاعتماد على من هو متشبع بالمهام ولا يستطيع أن يعطي مثل الخريج المتفرغ.
